Historia de la Literatura en el Mundo (Parte Primera)
قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)
Géneros
4
قصة فيتون هي قصة الكون كله، فقد كان فيتون ابن أبولو
5
إله الشمس وهو يمثل السائق الأرعن الذي يتخبط بعربته هنا وهناك. طلب فيتون من أبيه أبولو أن يقيم له برهانا على حبه الأبوي، فأقسم أبولو أن يستجيب لطلب ابنه مهما كان.
ولكنه سرعان ما ندم على قسمه، لأن فيتون قد طلب إلى أبيه أن يعهد إليه بعربة الشمس يقودها يوما واحدا، فقال أبولو: «لن يقود عربة النهار ذات اللهب إلا أنا.» وأنذر ابنه بما يصيب الكون من الكوارث لو عهد إليه بعربة الشمس يقودها، وأخذ يصف له مخاطر الطريق: «أول الطريق شديد الانحدار ... ووسطه عال في أجواز السماء، حتى أكاد أنا نفسي لا أستطيع أن أصوب نظري نحو الأرض التي تمتد تحتي دون أن يأخذني الفزع ... أضف إلى ذلك كله أن السماء لا تنفك دائرة تحمل معها النجوم، فلا بد لي أن أكون على حذر خشية أن تدفعني حركة السماء الدائرة التي تدفع كل شيء. فهبني أعرتك العربة يوما، فماذا أنت صانع؟
إن الطريق مملوء بالمخاوف؛ فستمضى بجانب قرني «الثور» أمام «السهم»، بالقرب من فكي «الليث»، حيث «العقرب» تمد إحدى ذراعيها في ناحية و«السرطان» في ناحية أخرى، ولن تجد الأمر يسيرا أن تقود هذه الجياد بصدورها المليئة باللهب الذي تلفظه من الأفواه والخياشيم.» ولكن فيتون الأحمق أبى إلا أن يكون أبوه عند وعده؛ فأسلمه أبوه عربة الشمس فأمسك بالعنان وبدأ رحلته في السماء، وسرعان ما أحاطت به الصعاب، فقد أحست الجياد رعونة سائقها فانطلقت منحرفة عن طريقها، فتلاحقت الكوارث: احترق الدب الأكبر والدب الأصغر، وذوت مجموعات بأسرها من النجوم. فلما قارب الأرض أخذها الهلع من كل صوب، فسقط العنان من يد فيتون، وجثا راكعا أمام أبيه يطلب معونته، لكن دعاءه ذهبت به ضجة الفزع تنبعث من أرجاء الأرض جميعا: فالغابات تشتعل، والجبال تذوب، والبحر يفيض، والقاع يبرز على هيئة الجزر، والأرض تنشق، والمدائن تصعد دخانا في الفضاء ثم تهبط ذرات من رماد، ونهر النيل ينحرف إلى الصحراء حيث لا يزال حتى اليوم، واسودت وجوه أهل النوبة، وماج البحر حتى كاد إلهه يغوص في اليم غرقا، واهتزت الأرض ضارعة إلى «جوبتر»
6
أن يخمد نارا كادت تجعلها رمادا.
وسمع «جوبتر» (إله المشتري) دعاء الأرض، ودعا الآلهة أن يشهدوا ما دبر للأرض من خلاص؛ وما هو إلا أن طوح بسهم من البرق الخاطف نحو السائق المجنون، فارتج فيتون وسقط من مكانه في العربة إلى نهر «أريدانوس»
7
Página desconocida