(ويختلفُ الرِّزقانِ والفعلُ واحدٌ ... إلى أن تَرى إحسانَ هذا لذا ذنْبا)
وقال أبو الفتح: يقول إن الرجلين يفعلان فعلًا واحدًا، فيُحرم أحدهما ويُرزق الأخر، فكأن الإحسان الذي رُزق به هذا هو الذنب الذي حُرم به هذا.
قال الشيخ: هذا جميل حسن إلا أنه ليس بتفسير البيت، فإنه لم يُفسر لهذا وأهمله ومر عليه مُعرضًا عنه. وعندي أنه يقول: إلى أن ترى إحسان الجبان إلى نفسه بكلأتها عن اعتراض المعاطب واقتحام المتالف ذنبًا للشجاع بتعريض نفسه للهلك وبذل مهجته للسفك، وترى إحسان الشجاع إلى نفسه بتسليطها على الأمم وترفيهها في النعم وتمليكها أزمة مطالب الهمم، وتبليغها أقاصي مرامي المرام وتحكيمها في صنوف النقض والإبرام بتورد الخطوب وتقحم الحروب ذنبًا للجبان بتوقيه والرضا بما هو فيه من الضر والعيش المر وسوء الحال ومقاساة الفقر والإقلال، وفعلهما حب النفس ورزقاهما مختلفان، هذا بحب النفس محدود فقير، وذاك بحب النفس أمير كبير أم خطير.
وقال في قطعة أولها:
1 / 32