وأسودُ مشفرهُ نِصفَهُ ... يُقالُ له: أنتَ بدرُ الدُّجى
وشعرٍ مدحتُ به الكركدنَّ ... بينَ القريضِ وبينَ الرُّقى
وأراد به الأسود أيضًا، والكركدن أوحش الدواب خلقًا ولونًا ومنظرًا، فشبه به الأسود في سواد لونه وكراهة خلقه وسماجة منظره، وقوله: بين القريض وبين الرُّقى، أي: بين الشعر وبين الرُّقى لاستخراج شيء من كفه كما تستخرج الحية من جحرها بالرُّقى. ويدلك عليه قوله في قصائد له، منها:
ولو كنتُ أدري كم حياتي قَسَمتُها ... وصيَّرتُ ثُلثيها انتظاركَ فَاعلمِ
ولكِنَّ ما يمضي منَ الدَّهرِ فائِتٌ ... فَجُد لي بحظِّ البادرِ المُتَغَنِّمِ
ومنها:
أبا المسكِ في الكأسِ فَضلٌ أنالهُ ... فإنِّي أُغَنِّي منذُ حينٍ وتشربُ؟
ومنها:
أرى لي بقُربي منكَ عينًا قريرةً ... وإن كانَ قُربًا بالبِعادِ يُشابُ
وهل نافعي أن تُرفَعَ الحُجبُ بَيننًا ... ودونَ الذي أمَّلتُ منكَ حجابُ؟
وفي النَّفس حاجاتٌ وفيكَ فطانةُ ... سُكوتي بيانٌ عندها وخطابُ
وما أنا بالباغي على الحُبُ رِشوةً ... ضعيفُ هوىً يُبغَى عليه ثَوبُ
وما شئتُ إلاَّ أن أدُلَّ عواذلي ... على أنَّ رأيي في هواكَ صوابُ
وأُعلِمَ قومًا خالفوني وشَرَّقوا ... وغرَّيتُ أنِّي قد ظفرتُ وخابوا
1 / 25