ومر قطار آخر بالمنزل؛ فاهتزت النوافذ مرة أخرى. - منتصف الليل يا فيلي.
وردت فيليمونا: «منتصف الليل!»
ونظرت إلى الساعة. - أتذكر أننا مكثنا مرة أخرى نتحدث حتى منتصف الليل نحن الاثنان ... حدث ذلك مرة واحدة.
هذا حق يا فيلي ... مرة واحدة. - أنا ذاهبة، وربما تريد أن تنام. - سأصحبك يا فيلي. - لماذا ... أنا أعرف الطريق، ومع ذلك إذا أردت ... وأخذت شالها وغطت رأسها وحبكته على أكتافها.
وأخذت أقفز إلى جوار فيليمونا متوكئا على عصاي عبر حارات القرية، والسماء داكنة وبعيدة دائما، والنجوم جميعا لا تزال تلمع، وحدست فيليمونا ما يدور بخاطري. - حقا إن السماء فوق رءوسنا تشبه ما كانت عليه، وكذلك النجوم، هل تسمعني؟ وتحت أقدامنا لا تزال نفس الأرض. - السماء لا تشيخ يا فيلي. - والأرض لا تشيخ أيضا.
ومررنا إلى جوار عمارة كبيرة حديثة البناء وضوء القمر يسقط على زجاج النوافذ ويضيئها، فأسأل: لمن هذه العمارة يا فيلي فلست أعرفها؟ - إنها ليست عمارة بل مدرسة، ولا تستطيع أن تعرفها؛ لأنها لم تبن إلا في العام الماضي.
ووصلنا إلى أرض كبيرة مكشوفة وفي وسطها بيت مدبب السقف أعرفه. - إن تراكالي يسكن هنا. - تراكالي! أولم تنسه؟ - لا. - إن المنزل يسكنه الآن رجل يدعى لانجودي ستانيكوتز، وقد تزوج بنت تراكالي الصغرى. - وتراكالي؟ - تراكالي؟ ... إنه هناك تحت التل إلى جوار الكنيسة القديمة.
وأيقظ مرورنا كلبا قفز على السياج ونبح ودار حولنا مهددا.
وقالت فيليمونا: «هل لك أن تذهب يا متوحش؟»
وعرف المتوحش صوتها؛ فهدأ وعاد لينام.
Página desconocida