وأضاف الآخر: «وأنا سبانكيوك، وما نريده هو أن نراك قبل أن تموت كما وعدنا.»
فتنهد إسكندر قائلا: «آه ... أعدائي.»
واستمر سبانكيوك قائلا: «أنا الذي أردت قتله عندما أهلكت السبعة وأربعين نبيلا، ولكني أفلت من براثنك، أنا سبانكيوك الذي جردته من أملاكه، حتى اضطرت زوجته إلى أن تستجدي على أبواب الطيبين من الناس.» - وصاح المريض - وهو يضغط بيديه على بطنه: «آه! ... ما هذه النار التي تلتهمني!» - صل صلاتك الأخيرة؛ لأنك ستموت والسم أخذ يعمل عمله. - آه ... لقد سممتموني أيها المجرمون! يا إلهي أشفق بروحي! آه يا لها من نار! أين الأميرة؟ أين ابني؟ - لقد رحلوا وتركوك معنا. - لقد تخلوا عني وتركوني معكم! آه ... اقتلوني، فلا أريد أن أتعذب أكثر من هذا.
ثم التفت إلى استرويكي قائلا: «اطعني أنت بالخنجر! ارحمني! أنت الأصغر سنا! خلصني من العذاب الذي يمزقني، اطعني بالخنجر!» - لن أدنس خنجري الشجاع بدم بغيض لطاغية مثلك.
وازدادت الآلام ... وأخذ المسموم يتلوى في تشنجات عنيفة، وصاح: آه! إن روحي تحترق! إلي بالماء! أعطوني شيئا أشربه.»
وقال سبانكيوك - وهو يتناول الكأس الفضية من فوق المائدة: «خذ هذه، ففيها ثمالة من السم، اشربها وانتعش بها.»
وقال المريض - وهو يضغط على أسنانه: «لا! لا! لا أريد!»
وأمسك به سترويكي ليمنعه من الحركة، بينما فتح سبانكيوك بسن رمحه أسنانه؛ لكي يبتلع السم الذي تبقى في الكأس، وأخذ لابوشنيانو يخور كما يخور الثور أمام القرمة والبلطة التي سيضرب بها، ثم حاول أن يستدير نحو الحائط.
فقال النبلاء: «كيف ذلك؟ أتريد أن تتجنب رؤيتنا؟ إن عقابك هو أن ترانا! تعلم الموت يا من لم يعرف لحياته غير القتل.»
وأمسك به الاثنان ومنعاه عن الحركة وهما ينظران إليه في نشوة جهنمية، ويقرعانه بما ارتكب من جرائم.
Página desconocida