Cuentos Muy Aburridos

Muhannad Rahma d. 1450 AH
128

Cuentos Muy Aburridos

قصص مملة جدا

Géneros

لم يحبني أحد لا هي ولا حبيبتي!

لم أحب أمي، لم أحب حبيباتي، لا أحب نفسي!

عند ساعات الفجر الأولى، أذكرها، تجلس أمام الكانون، وتنفخ الهواء في الجمر ليشتعل جيدا، تصنع الشاي المقنن وترمي حبيبات الزلابية، أقف جوارها مستمتعا بدفء لهب الصاج الحديدي المتسخ، وألتقط ما يخرج منه من حبات ذهبية تنز بالزيت، تنتهرني أن أذهب وأستحم لألحق بطابور المدرسة حتى لا أقع فريسة الأستاذ محمود اليوم، الأستاذ محمود يمارس هوايته المفضلة بإيقاف كل من يتخلف عن اللحاق بطابور الصباح في وقته، يفرزهم في مجموعات، ليستمتع بضربهم لاحقا على مؤخراتهم بالخرطوم الأسود، لم أكن أعلم وقتها، أن الأستاذ محمود كان يضربنا لينفث سموم غضبه على زوجته صغيرة السن التي تخونه باستمرار، مع السابلة والدهماء، وهوام الأرض، وعند كل مناسبة.

يعلم هذا جيدا، وتعلم أنه يعلم، ويعلم أنها تعلم أنه يعلم، مع ذلك، لا يقوى على تطليقها.

هو إذن ضعف الحب مجددا!

يئن «بكري»، ويدمدم شيئا من بين أسنانه لا أتبينه، يقلب الطائر رأسه في سرعة، يقول: «يبدو لي أنها تحبك.»

لا يا سيدي الطائر، هي لم تحبني قط، كانت تجيد التمثيل لا أكثر، تجيد تقمص دورها بدقة، حتى إذا مرت السنون نزعت عنها لباسها وتعرت كما ينبغي لها، ظهرت حقيقتها الكريهة.

لا زلت أذكر ضمن ما أذكر، عيناها العجوزتان ترمقانني في بلادة، بنظرة زجاجية فارغة، كأنها لا تعرف من أنا، إذا كانت تحبني فعلا كيف نسيتني؟

كيف جرؤت؟

كرهتها، كرهتها جدا!

Página desconocida