فقال جومبل: «كن لطيفا في مزاحك فإنك لو لم تكن فتى جميلا لكنت علقت رأسك إلى تلك الشجرة، ولكني سأمنحك فرصة أخرى؛ فلعلك جائع تبحث عن عمل ترتزق منه، فإذا كنت كذلك فهناك عبدين أعطيهما لك هدية فإني أحب ملامح وجهك».
فقال سمبا. «أرى أنك لا تريد أن تفهم ما أريده منك؛ فإني لا أقصد سوى قتلك».
وفي الحال قفز جومبل على بندقيته وأطلقها على سمبا ولكنه أخطأ، فقبض سمبا عليه وحمله وأداره بين يديه، وهم أولاد جومبل وعبيده بالهجوم على سمبا ولكن جومبل منعهم وقال لسمبا: «لقد اغتنمت انطلاق البندقية وخطأها».
فتركه سمبا حتى أطلق البندقية مرة أخرى عليه ولكنه أخطأ أيضا، إذ أصابت لباس رأسه فقط، وقبض عليه سمبا مرة ثانية وأداره في الهواء ثم قال له: «هبني غلبتك مرة ثالثة هل تصير سائسا عندي؟»
فقال جومبل: «لا يمكنك أن تغلبني مرة ثالثة»
فافترقا، وهم جومبل بإطلاق البندقية ولكن سمبا قفز عليه وقبض عليه قبل أن يطلقها وأداره في الهواء المرة الثالثة، وحاول أولاد جومبل وعبيده السبعمئة أن يهجموا على سمبا ولكن جومبل منعهم وقال لسمبا: «لقد غلبتني وسأكون سائس جوادك وخادمك، أفعل ما تريد».
فعاد سمبا ووراءه جومبل حتى وصل إلى حيث كان المئة المقاتلون، وصاحوا بنصر سمبا وهزيمة جومبل، ولكن جومبل قال لهم: «لا تهزءوا بي وإلا رأيتم مني ما تأسفون له فأنا خادم سمبا ولست خادمكم، وحسبكم أن تمدحوا سيدكم لأنه شجاع قوي جميل».
وعاد الجميع إلى ابنة الملك حيث عاش جومبل خادما لسمبا.
لمحة في الأدب الروسي
من سمات الأدب الروسي تلك السذاجة النادرة التي لا تكاد توجد في أدب الأمم الأخرى، فالألفاظ على قدر المعاني والمجازات والاستعارات وسائر ألاعيب البديع لا وجود لها إلا في النادر الأقل.
Página desconocida