Historias de un grupo de famosos escritores del oeste
قصص عن جماعة من مشاهير كتاب الغرب
Géneros
وغنى النفير بنغماته «العودة، ارجعي ...!» كانت لبلانكيت رغبة في العودة، ولكنها تذكرت الإسطبل والجبل والمرعى والمحل، وشعرت كأن لا قبل لها باحتمال هذه الحياة ثانية، وأنه كان خيرا لها أن تظل حيث هي.
وسكت النفير ... وشعرت العنز الصغيرة صوت حركة خلفها بين الأغصان، وعندما أدارت رأسها رأت في الظلام أذنين مرهفتين، وعينين لامعتين ... وكان الذئب ...!
كان هو الذئب بجسمه الضخم، وهدوئه المعتاد. وقف الذئب بسكون يلاحظ هذه العنز البيضاء الصغيرة، وهو يفكر في التهامها وما فيه من لذة، ولما كان واثقا من أنها لن تفر من يده وأنه سيأكلها لا محالة، لم يسرع في عمله، وعندما رأى أنها التفتت إليه بدأ في الضحك! - «ها ... ها ... أيتها العنز الصغيرة ...» وأخرج لسانه الأحمر ولعق به شفتيه ... وشعرت بلانكيت أنها فقدت. ولكنها استعدت للدفاع، فتدلت رأسها، وحددت قرونها، وكم كان منظرها جميلا!
لم يكن لها أمل في قتل الذئب، لا؛ فإن العنزات لا تقتل الذئاب، بل على أمل أن تعيش إلى الفجر ... فقط.
وعندما خطا الوحش إلى الأمام، بدأت القرون تتحرك، يا لها من عنز صغيرة شجاعة!
فأي معركة تلك التي وقفت فيها أمام ذئب؟! لقد أرغمته أكثر من عشر مرات أن يتقهقر أمامها كي يسترد قواه ويتنفس، وكانت في إبان هذه اللحظة الصغيرة تملأ فمها بكل حرص من عشبها المحبوب، ثم تستمر في العراك وهي تمضغ عشبها ... وقد استغرق هذا الليل بطوله ...
ومن وقت لآخر كانت عنز المسيو سيكين تلقي نظرة إلى النجوم وهي تضيء في هذه السماء الصافية، وتقول في نفسها:
لو أمكنني أن أثبت إلى الفجر فقط؟
وبدأت النجوم تختفي واحدة فواحدة، وضاعفت بلانكيت طعناتها ونطحها، وضاعف الذئب مجهوده ليتغلب عليها.
وظهر ضوء ضعيف في الأفق، ورن صوت صياح ديك من إحدى المزارع السفلى، فقالت بلانكيت في نفسها: «... وأخيرا ...!» وتأوهت العنز المسكينة، التي كانت تنتظر الفجر فقط لتموت، ثم وقعت على الأرض وقد تلوث فروها الحريري الناعم بالدماء ...
Página desconocida