Historias de los Profetas
قصص الأنبياء
Investigador
مصطفى عبد الواحد
Editorial
مطبعة دار التأليف
Número de edición
الأولى
Año de publicación
1388 AH
Ubicación del editor
القاهرة
Géneros
Historia
فِيهَا، وَبِقَوْلِهِ " وَمَا كُنْتُم تكتمون " المُرَاد بِهَذَا الْكَلَام إِبْلِيس حِين أسر الْكبر والنفاسة (١) على آدم ﵇.
قَالَهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدٌ وَالسُّدِّيُّ وَالضَّحَّاكُ وَالثَّوْرِيُّ وَاخْتَارَهُ ابْنُ جَرِيرٍ.
وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ وَالرَّبِيعُ وَالْحَسَنُ وَقَتَادَةُ: " وَمَا كُنْتُمْ تكتمون " قَوْلُهُمْ: لَنْ يَخْلُقَ رَبُّنَا خَلْقًا إِلَّا كُنَّا أعلم مِنْهُ وَأكْرم عَلَيْهِ مِنْهُ.
وَقَوله: " وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيس أَبى واستكبر " هَذَا إِكْرَامٌ عَظِيمٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لِآدَمَ حِينَ خَلَقَهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، كَمَا قَالَ: " فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ روحي فقعوا لَهُ ساجدين " فَهَذِهِ أَرْبَعُ تَشْرِيفَاتٍ: خَلْقُهُ لَهُ بِيَدِهِ الْكَرِيمَةِ، ونفخه مِنْ رُوحِهِ، وَأَمْرُهُ (٢) الْمَلَائِكَةَ بِالسُّجُودِ لَهُ، وَتَعْلِيمُهُ أَسْمَاءَ الْأَشْيَاءِ.
وَلِهَذَا قَالَ لَهُ مُوسَى الْكِلِيمُ حِينَ اجْتَمَعَ هُوَ وَإِيَّاهُ فِي الْمَلَأِ الْأَعْلَى وتناظر كَمَا سَيَأْتِي: أَنْتَ آدَمُ أَبُو الْبَشَرِ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وأسجد لَك مَلَائكَته، وعلمك أَسمَاء كل شئ.
وَهَكَذَا يَقُولُ [لَهُ (٣)] أَهْلُ الْمَحْشَرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا تَقَدَّمَ، وَكَمَا سَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
وَقَالَ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى: " وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنا خير مِنْهُ خلقتي من نَار وخلقته من طين ".
قَالَ الْحسن الْبَصْرِيّ: قَاس إِبْلِيس وَهُوَ أول من قَاس.
وَقَالَ مُحَمَّد بن
(١) المطبوعة: والتخيرة. (٢) ا: وَأمر. (٣) من ا (*)
1 / 8