فالإسلام يجب الانتساب إليه وترك الانتساب إليه كفر مخرج من الملة بإجماع المسلمين قاطبة ؛ أما المذهب فلا يجب الانتساب إليه بل قد يحرم إذا اقترن هذا الانتساب برد الحق المخالف للمذهب والتفاخر به على بقية المذاهب الإسلامية بمجرد التقليد والتعصب فحسب وللأسف أن هذا الانتماء المقترن بهذه الأخطاء لازال موجودا بقوة فينا وفي غيرنا.
إذن فلا تناقض أبدا بين الانتساب للمذهب ونقد أخطائه لأن الله عز وجل قد أمرنا بقول الحق ولو على أنفسنا كما في قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين..) {سورة النساء:135}.
وقال تعالى (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط 00000الآية) {سورة المائدة:8}.
ففي هذه الآيات الكريمة وغيرها توجيه للمسلمين بضرورة قول الحق والشهادة به ولو على النفس أو أقرب الأقربين، وهذا هو المنهج الواجب اتباعه، ونحن جميعا نقر بهذا من الناحية النظرية لكن يبقى اختلافنا في درجة التطبيق العملي ، والتطبيق من حيث الجملة دون المأمول بكثير، والمسلمون جميعا يعانون من تخلف الأقوال عن الأفعال ، وقد يؤذون من حاول التطبيق الصحيح لهذا المنهج القرآني.
ثالثا:
ومن الفقرة السابقة يسهل الجمع بين أقوال من يقول : إنني حنبلي سني مع نقده لأخطاء وقع فيها بعض السنة أو الحنابلة وهذا ما قمت به في محاضرة العقائد وهذا الأمر واضح والحمد لله .
وهذا لا يعني إقراري بشرعية الانتماء لغير الإسلام فالانتماء الشرعي المجزوم بشرعيته ووجوبه هو للإسلام فقط أما الانتماءات لغير الإسلام ففيها تفصيل يحسن أن نبينه هنا فنقول:
Página 6