كما أننا في عصر نحن أحوج ما نكون للاعتصام بحبل الله، الاعتصام بالإسلام في أوامره ونواهيه الصريحة؛ مع منع التنازع في الأمور الاجتهادية التي تشتبه أدلتها أو دلائلها.
ولا ريب أن هذا الكلام يحتاج لتفصيل ليس هنا موضعه.
لكن الخلاصة في هذه الفقرة أن من ظن أنني أعمم الأخطاء على كل الحنابلة أو كتبهم فقد أخطأ .
لكن الذي أراه أن معظم الحنابلة اليوم ليس على تكفير أبي حنيفة وأصحابه ولا تكفير الأشاعرة ولا تكفير الشيعة من إمامية وزيدية ولا الإباضية ولا غيرها من طوائف المسلمين، كما أن كثيرا منهم لا يقرون الأحاديث الضعيفة والموضوعة والإسرائيليات التي شحنت بها كتب العقائد أو كثير منها وإن رأينا - للأسف - من يحاول تبرير هذا أو المجازفة بإنكاره كما نشر بعض المتخصصين في العقيدة في مجلة الدعوة قبل أشهر قليلة .
لكن المشكلة أن الغلو أيضا له وجود قوي نشعر به ويكفي أن هناك كتبا وأبحاثا معاصرة لا زالت على ذم أبي حنيفة وتبديعه وتضليله ولا زال كثير من الحنابلة المعاصرين على تكفير سائر المسلمين من الطوائف الأخرى كالشيعة والمعتزلة بلا تفريق بين المعتدلين والغلاة وتضليل سائر الأشاعرة والصوفية وهم معظم المنتسبين لأهل السنة والجماعة اليوم.
ولا زال بعضهم على ذم بعض أئمة أهل البيت البريئين من غلو الأتباع مع المبالغة في مدح ملوك بني أمية وتبرير مظالمهم وقد ذمتهم الأحاديث الصحيحة والآثار الصحابية والتابعية ولبيان هذا موضع آخر.
ولتصحيح هذه الأخطاء تأتي الاجتهادات النقدية التي قد يساء فهمها.
سادسا:
Página 11