Lectura en libros de credos
قراءة في كتب العقائد
Géneros
والخلاصة هنا: أن ما ننشره في كتب العقائد من تكفير وذم مبالغ فيه للجهمية والقدرية والشيعة والمعتزلة كان اتباعا منا للسياسة الأموية دون علم فنحن ورثنا خصومات علماء الشام مع هؤلاء ووصفهم لهم بالكفر والزندقة والمجوسية والحكم عليهم بالنار و000 تماما مثلما حكمنا على أبي حنيفة تقليدا لبعض العلماء فتلك الفرق والطوائف كانت في الجملة طوائف إسلامية تدعو للكتاب والسنة وتنادي برفع الظلم ونشر العدالة هذه كلمة أبتغي بها وجه الله وقد سبقني لها كل من قرأ بإنصاف عن هذه الطوائف كما فعل القاسمي وعطوان وغيرهما.
والعاقل من قرأ وعرف الخلفيات السياسية وقارن بأحداث مماثلة في الماضي والحاضر، وكيف تختلط فيها المعلومات ويجر هذا الخلط إلى التظالم، وأكثر تلك الطوائف والفرق لا يصح عنها كل ما نشره عنها خصومها ولها رسائل مدونة موجودة وقد كانت بدع الأمويين القاتلين أكبر من بدع المظلومين المقتولين!! فلماذا كل هذا الهجوم على أناس بأقوال خصومهم مع تركنا لأقوالهم مدونه محفوظة؟!.
فهذا ظلم بلا شك والظلم من السمات التي لا تستغني عنها كتب العقائد ولولا الظلم والغباء لما أصبح لكتب العقائد -مع ما فيها من جهل وظلم- قيمة تستحق الإشادة، فكل قيمتها وجمهورها يدور مع الظلم والغباء وضعف التحليل السياسي والله الموعد بين سائر المتخاصمين.
وحرارة هذا القول مني كان أسفا مني على سنوات أضعتها في بغض ولعن الجهمية والقدرية!! ولم أنتبه لبراءتهما من أكثر ما نسب وظلمي لهما إلا بعد بحثي في الموضوع في فترة متأخرة وقد انخدع كثير من علماء الأمة الإسلامية بهذا وتواطئوا عليه تواطؤا عظيما حتى أن القارئ يشك في نفسه لولا وجود بعض العلماء الذين سبقوه لهذا القول.
Página 110