122

César Amarillo

القيصر الأصفر: ومسرحيات أخرى شرقية

Géneros

عن الدواء، ناولني هذه الأعشاب.

القيصر (يبحث عنها ويجدها؛ يناولها له) :

هذه؟

الناسك :

نعم نعم، ربما تنجح في تخفيف الألم! (يضع في فمه بعض الأعشاب الصفراء. يتنحنح ويقول)

رحل الحكيم «تيين-كين» إلى الجنوب من جبل بين. ولما بلغ نهر «لياو» لقي رجلا مجهولا يهيم على وجهه. سأله الرجل: هل تسمح لي أيها الحكيم بأن أسألك سؤالا؟ قال تيين كين: اسأل يا ولدي. قال الرجل: كيف أحكم المملكة؟ غضب الحكيم فجأة ونهره قائلا : ابتعد عني؛ إنك إنسان فاشل، ولا بد أنك حاكم فاشل! ثم إن سؤالك في غير محله؛ فمنذ أن سرت على الطريق اتحدت مع كل شيء، واتحد كل شيء معي. وها أنا أحلق بجناحين خفيفين فوق جهات الأرض الست. أدخل مملكة العدم، وأنطلق وحيدا في وحشة السكون والفراغ العظيم؛ لأتوحد بالحركة والامتلاء العظيم.

بدا على وجه الرجل المجهول أنه لم يفهم شيئا. حدق في وجه الحكيم وأعاد سؤاله للمرة الثانية: أرجوك؛ كيف أحكم المملكة؟

أجاب الحكيم تيين-كين قائلا: تحرر من كل شيء، أرجع روحك للبراءة. عود جسدك على السكينة. أسلم نفسك لنظام العالم، حاول أن تتخلص من ذاتك وأنانيتك. لا تفعل شيئا، لا تتدخل في شيء، لا تتحكم، لا تتسلط. وستفعل كل الأشياء وتحكم مملكة العالم.

أدار الحكيم ظهره للرجل المجهول، ومضى إلى حال سبيله. وقف الرجل مبهوتا يحدق في ظهر الحكيم، ويرفع رأسه للسماء ويقلب طرفه في الجبل والوادي قبل أن ينطلق جاريا وراءه: انتظر! انتظر أيها الحكيم! كيف أحكم المملكة؟ لم يعره الحكيم التفاتا. وربما لم يسمع صوته؛ فقد كان قد عبر نهر «لياو» وقطع مسافة طويلة على الطريق إلى قمة الجبل الأخضر.

القيصر :

Página desconocida