وذكره اليافعي في مرآة الجنان (1)، وأثنى عليه ببعض ما ذكر، وكذا الشيخ عبد الحق في المشكاة وغيرهم، وقد تقدم في الأمر الثاني كلام الذهبي وثنائه عليه وعرفت في كلامه أن يحيى بن معين وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، وعمرو بن علي الفلاس، وأبو خيثمة تلامذة القطان، وأن أبا زرعة وأبا حاتم والبخاري ومسلما وأبا إسحاق الجوزجاني تلامذته.
والغرض من هذا كله ضعف ما أجاب به بعض متأخري العامة من أن أهل السنة ليسوا منحصرين في القطان والبخاري حتى يثبت من انحرافهما انحرافهم، مع أنهما ليسا بشيء في جنب العلماء الذين اعتمدوا على أقوال الأئمة الطاهرين من أهل السنة والجماعة.
ووجوه الضعف والفساد في هذا الكلام أظهر من أن ينبه عليه، ولنقصر في الكلام في الوجه الأول من وجوه الطعن في البخاري على هذا المقدار وهو واف في اثبات المرام من ضلالته بانحرافه عن الإمام الصادق - عليه السلام - وعدم الإحتجاج بأخباره وعدم اخراج رواياته في كتابه، وعدم اطمينانه بصدق لهجته والعياذ بالله.
وإذ انضاف إلى ذلك ما سيأتي من وجوه القدح من كتابه من احتجاجه بروايات جماعة من الكذابين والوضاعين والخوارج ممن قدح فيهم علماء الرجال من العامة إذ دار الأمر وضوحا وظهورا، وان لم يهتد به من لم يجعل الله له نورا.
Página 72