El Discurso Beneficioso sobre las Pruebas de la Ijtihad y la Taqlid

Ash-Shawkani d. 1250 AH
22

El Discurso Beneficioso sobre las Pruebas de la Ijtihad y la Taqlid

القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد

Investigador

عبد الرحمن عبد الخالق

Editorial

دار القلم

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٣٩٦

Ubicación del editor

الكويت

مثل هَذَا الْكَلَام لإبن عبد الْبر وَغَيره تاسعا وَقد أورد بعض اسراء التَّقْلِيد كلَاما يُؤَيّد بِهِ دَعْوَاهُ الْجَوَاز فَقَالَ مَا مَعْنَاهُ لَو كَانَ التَّقْلِيد غير جَائِز لَكَانَ الِاجْتِهَاد وَاجِبا على كل فَرد من أَفْرَاد الْعباد وَهُوَ تَكْلِيف مَا لَا يُطَاق فَإِن الطباع البشرية مُتَفَاوِتَة فَمِنْهَا مَا هُوَ قَابل للعلوم الاجتهادية وَمِنْهَا مَا هُوَ قَاصِر عَن ذَلِك وَهُوَ غَالب الطباع وعَلى فرض إِنَّهَا قَابِلَة لَهُ جَمِيعهَا فوجوب تَحْصِيله على كل فَرد يُؤَدِّي إِلَى تبطيل المعايش الَّتِي لَا يتم بَقَاء النَّوْع بِدُونِهَا فَإِنَّهُ لَا يظفر برتبة الِاجْتِهَاد إِلَّا من جرد نَفسه للْعلم فِي جَمِيع أوقاته على وَجه لَا يشْتَغل بِغَيْرِهِ فَحِينَئِذٍ يشْتَغل الحراث والزراع والنساج والعمار وَنَحْوهم بِالْعلمِ وَتبقى هَذِه الْأَعْمَال شاغرة معطلة فَتبْطل المعايش بأسرها ويفضي ذَلِك إِلَى إنحزام نظام الْحَيَاة وَذَهَاب نوع الْإِنْسَان وَفِي هَذَا من الضَّرَر وَالْمَشَقَّة وَمُخَالفَة مَقْصُود الشَّارِع مَا لَا يخفى على أحد وَيُجَاب عَن هَذَا التشكيك الْفَاسِد بِأَنا لَا نطلب من كل فَرد من أَفْرَاد الْعباد أَن يبلغ رُتْبَة الِاجْتِهَاد بل الْمَطْلُوب هُوَ أَمر دون التَّقْلِيد وَذَلِكَ بِأَن يكون القائمون بِهَذِهِ المعايش والقاصرون إدراكا وفهما كَمَا كَانَ عَلَيْهِ أمثالهم فِي أَيَّام الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وتابعيهم وهم خير الْقُرُون الَّذين يَلُونَهُمْ ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ وَقد علم كل عَالم أَنهم لم يَكُونُوا

1 / 38