El Bello Discurso sobre la Oración al Querido Intercesor
القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع
Editorial
دار الريان للتراث
فمسح وجهه بيديه ثم أتاني فقال لي قم فقد بيض الله وجه أبيك فقلت من أنت بأبي وأمي قال أنا محمد ﷺ فكشفت الثوب عن وجه أبي فإذا هو أبيض الوجه فأصلحت من شأنه ودفنته، مما يقرب من هذه الحكاية ما حكاه سفيان الثوري قال رأيت رجلًا من أهل الحج يكثر الصلاة على النبي ﷺ فقلت له هذا موضع الثناء على الله ﷿ فقال ألا أخبرك أنني كنت في بلدي ولي أخ قد حضرته الوفاة فنظرته فإذا وججه قد أسود وتخيلت أن البيت قد أظلم فأحزنني ما رأيت من حال أخي فبينما أنا كذلك إذ دخل علي رجل البيت وجاء أخي ووجه كأنه السراج المضيء فكشف عن وجه أخي ومسحه بيده فزال ذلك السواد وصار وجهه كالقمر فلما رأيت ذلك فرحت قلت له من أنت جزاك الله خيرًا عما صنعت فقال أنا ملك موكل بمن يصلي على النبي ﷺ أفعل به هكذا وقد كان أخوك يكثر من الصلاة على النبي ﷺ وكان قد حصلت له محنة فعوقب بسواد الوجه ثم أدركه الله ﷿ ببركة صلواته على النبي ﷺ فأزال عنه ذلك السواد وكساه هذا وروى أبو نعيم وابن بشكوال عن سفيان الثوري أيضًا قال بينما أنا حاج إذ دخل علي شاب لا يرفع قدمًا ولا يضع أخرى إلا وهو يقول اللهمصلي محمد وعلى آل محمد فقلت له أبعلم تقول هذا قال نعم ثم قال من أنت قلت سفيان الثوري قال العراقي قلت نعم قال هل عرفت الله قلت نعم قال كيف عرفته بأنه يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ويصور الولد في الرحم قال يا سفيان ما عرفت الله حق معرفته قلت وكيف تعرفه قال بفيخ العزم والهم ونقض العزيمة هممت ففيخ همتي وعزمت فنقص عزمي فعرفت أن لي ربا يدبرني قال قلت فما صلواتك على النبي ﷺ قال كنت حاجًا ومعي والدتي فيألتني إن أدخلها البيت ففعلت فوقعت وتورم بطنها وأسود وجهها قال فجلست عندها وأنا حزين فرفعت يدي نحو السماء فقلت يارب هكذا تفعل بمن دخل بيتك فإذا بغمامة قد أرتفعت من قبل تهامة وإذا رجل عليه ثياب بيض فدخل البيت وأمر يده على وجهها فأبيض وأمر يده على بطنها فابيض فيكن المرض ثم مضى ليخرج فتعلقت بثوبه فقلت من أنت الذي فرجت عني قال أنا نبيك محمد ﷺ
1 / 238