39 - أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله العدل، قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، قال: حدثنا محمد بن قهزاذ، قال: حدثنا حاتم بن العلاء، قال: حدثنا عبد المؤمن بن خالد، قال: أخبرنا بن بريدة، عن أبي الأسود الدئلي، قال: بلغني أن معاذا أخذ الشيطان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أتيته فقلت: يا معاذ ألا تخبرني كيف أخذته؟ قال: ضم إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم تمر الصدقات فجعلته في غرفة، فكنت إذا دخلت الغرفة وجدت فيه نقصان كبير، فحدثت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرني أنه عمل الشيطان، قال: فذهبت أرصده ليلا، وأغلقت الباب دوني، ثم نظرت إلى ظلمة غشيت الباب، فإذا أنا بعدو الله، مقبلا في صورة الفيل، فجئت إلى زاوية، فدخل من شق الباب في غير صورته التي جاء فيها، وانتهى إلى التمر، فتحول في صورته، فجعل يلتقم بكلتا يديه، قال: وشددت إزاري على وسطي، ثم وثبت إليه من بعده حتى التقى يدي على وسطه، فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسول الله، قال: مه، خل عني، قال: قلت: لا والله يا عدو الله، أشرعت في تمر الصدقة، وكانوا أحق به منك، قال: إني مخبرك عن نفسي، إني شيطان ذو عيال فقير، وإني أتيتك الساعة من نصيبين، وكانت هذه القرية من قبل أن يبعث صاحبكم لنا، فلما بعث صاحبكم أخرجنا منها، فخل عني، فإني لست بعائد، فخليت عنه، فجاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، قال: فأصبح معاذ غاديا إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين صلى الغداة، فإذا منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين معاذ؟ قلت: ها هو ذه، فقال: "يا معاذ، ما فعل أسيرك"، قلت: يا نبي الله زعم أنه ليس بعائد، فخليت عنه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إلزم مكانك فإنه عائد"، قال: فلزمت مكاني، فأقبل كما أقبل بهيئته التي جاء فيها، وتركته حتى أقبل على التمر، قال: ثم وثبت إليه فأخذته والتزمته، فقال: مه، خل عني فإني لست بعائد، وسيخبرك بذلك صاحبك، وآية ذلك أنه لم ينزل على نبيكم شيئا هو أشد علينا من خاتمة سورة البقرة، وما قرىء في بيت إلا لم يقربه الشيطان ثلاثا، فخليت عنه، ثم غدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا معاذ ما فعل أسيرك"، قلت: كان من أمره ذيت وذيت، وإنه قال: ليس شيء مما أنزل الله على نبيكم صلى الله عليه وسلم أشد علينا من خاتمة سورة البقرة، قال: "صدق الخبيث وهو الكذوب".
Página 88