============================================================
المبحث السادس مواقف للمقري للمقري مواقف سجلتها كتب التاريخ، وتناقلها المؤلفون، مواقف تؤخذ منها العبرة وتستفاد منها العظة، وقد دون المقري الكثير من مواقفه مع شيوخه، ومواقف شيوخه مع آقرانهم، وشيوجهم(1) وساورد هنا بعضا من مواقفه : أولا : المقري ونقيب الأشراف في فاس : كان المقري يحضر مجلس أبي عنان (الأمير) لبث العلم، وكان مزوار(2) الشرفاء بفاس إذا دخل مجلس السلطان قام له السطان وجميع من في المجلس إجلالأ له ما عدا المقري، فوجد المزوار في نفسه من ذلك شيئا، وشكاه إلى الأمير، فقال الأمير: إن هذا الفقيه وارد علينا نتركه على حاله إلى أن ينصرف، فدخل المزوار يوما، فقام له السلطان ومن معه كالمعتاد، فالتفت المزوار إلى المقري وقال : أيها الفقيه مالك لاتقوم لي إكراما لجدى وشرفي، ومن أنت حتى لاتقوم لي؟، فنظر إليه المقري وقال: أما شرفي فمحقق بالعلم الذي أنا أبثه، لا يرتاب فيه أحد، وأما شرفك فمظنون، ومن لنا بصحته منذ آزيد من سبعمائة عام، ولو قطعنا (1) اتظر: أزهار الرياض، 5/ 12- 76.
(2) مزوار الشرفاء : كبيرهم الذي يقصد بالزيارة
Página 92