============================================================
د: قد يظن البعض أن تحقيق الكتاب لايعدو أن يكون عملا شكليا لايخرج عن مقابلة النسخ دون مجهود ذهني من المحقق، وهذا حكم من لم بمارس التحقيق، ولم يكتو بناره والواقع أن التحقيق ليس بالأمر السهل ، إذ يتطلب صبرا ومثابرة، ودقة نظر، وتقليبا للكلمة على كافة احتمالاتها حتى يصل إلى قرار يطمئن إليه، فيثبت النص، وهو مرتاح الضمير مطمئن لإصابة غرض المؤلف: وقد أدرك السابقون صعوبة هذا العمل، وما يتطلبه من جهد فقال الجاحظ: "ولربما أراد مؤلف الكتاب أن يصلح تصحيفا أو كلمة ساقطة، فيكون إنشاء عشر ورقات من حر اللفظ وشريف المعنى آيسر عليه من إتمام ذلك النقص حتى يرده إلى موضعه من اتصال الكلام "(1).
والوارد على فن التحقيق يجب عليه أن يتسلح بالحيطة والحذر، وأن يتقى الله في عمله الذي بين يديه،. فلا يحاول أن يزيد حرفا أو كلمة من عنده دون الإشارة إلى ذلك بالطرق المصطلح عليها وذلك عند الضرورة قال علي بن المدينى : را مر بي حديث فاحتاج بعض الحروف إلى بعض فجعلت أتفكر (1) عبد السلام هارون، تحقيق النصوص ونشرها، الطيعة الرابعة، (القاهرة : مكتبة الخانجي 1397 ه)، ص 53.
Página 189