الواعد الكشقية الموضحة لمعاتي الصفات الإلهية
اوقال في باب الأسرار : اعلم أنه ليس في علم الحق تعالى إجمال؛ إذ الإجمال الفي المعاني محال، وإنما الإجمال في الأقوال والأفعال.
اوقال في الباب الحادي عشر وأربعمائة من "الفتوحات" : من المحال أن يتعلق العلم الإلهي إلا بما هو معلوم عليه في نفسه، فلو أن أحدا احتج على ربه وقال: قادا ابق علمك في بأن أكون على كذا وكذا، فلم تؤاخذني؟ لقال له الحق عز وجل: اهل تعلق علمي بك إلا على ما أنت عليه، فلو كنت على غير ذلك لعلمتك ارجع إلى نفسك، وأنصف في كلامك.
ااذا رجع العبد إلى نفسه، وفهم ما ذكرناه، علم أنه محجوج، وأن الحجة 46/ب] البالغة عليه لله تعالى، بل يصير هو يقيم الحجة لله تعالى عليه أدبا احقيقة، وهناك يلوح له أن قول الحق جل وعلا : (وما ظلتتهم وكنكن كانوا أنفسهم يمون [النحل: 118] حق وصدق، كشفأ وبقينا.
معنى هذه الآية أن الحق تعالى بقول: وما ظلمتاهم؛ لأن علمنا ما تعلق بهم اي الأزل إلا على صورة ما ظهروا به في الوجود من الأحوال، ولا تبديل خلق الله.
وسمعت سيدي عليا الخواص رضي الله عنه يقول: من فهم قوله [39/أ] اعالى: (وما ظلتنهم ولنكن كانوا أنفسهم يظلمون) [النحل: 118] لم يقل قط اللهم احفظني من الوقوع في المعاصي؛ فإنك تعلم عجزي عن رد أقدارك النافذة في؛ لما ال يه من رائحة إقامة الحجة على الله تعالى، وذلك معدود من الجهل بالله تعالى سوه الآدب معه. انتهى ووكان سيدي إبراهيم المتبولي رضي الله عنه يقول : طليت مرة من الحق تعالى ان يكشف لي عن أمر الخلق وأعمالهم، فرأيت أنه تعالى لما خلق الخلق اأوجدهم، خلق لهم أعمالهم ثم خيرهم فيها، فاختار كل عبد منهم عملا معينا، ثم انه تعالى طوى تلك الأعمال فيهم ، وطواهم في الغيب، ثم لما أظهرهم إلى عالم الشهادة حجبهم بالعقول، وأجرى على كل عبد ما اختاره لتفسه، فبذلك وقحت الحجة عليهم، ثم لم يكشف له(1) عما قلتاه اليوم فسيتكشف له غدا . انتهى.
(1) في هامش (أ) أي للعبد
Página desconocida