الواعد الكشقية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية العالم لذاته، ولم يتأخر منه شيء من محدثاته [و](1)لو كان العالم له رتبة القدم الاستحال العدم عليه، والعدم واقع فلا تدافع ووقال: في هذا الباب أيضا: ما قال بالعلل إلا القائل بان العالم لم يزل، وأنى العالم القدم، وما له في رتبة الوجود الوجوبي قدم . انتهى.
اقال في الباب الثالث والتسعين من "الفتوحات" : اعلم آن شبهة من توهم قدم العالم من الفلاسفة : وجود الارتباط المعنوي الذي بين الرب والمربوب، والخالق االمخلوق، وغيرهما من سائر الأسماء، إذ الرب يطلب المريوب، والخالق يطلب المخلوق، والرازق يطلب المرزوق أزلا؛ لكون الأسماء قديمة، ولا يعقل الرب االخالق مثلا إلا يوجود المربوب والمخلوق فهذا هو الباب الذي دخل منه من توهم قدم العالم، وغاب عن الفلاسفة أنه لا الزم وجود هذا الارتباط مساواة(46 العحالم للحق جلا وعلا؛ فإن الله تعالى هو الفاعل، والعالم كله مفعوله تعالى، وأطال في ذلك ثم قال : فعلم أن المراد بارتباط العالم [24/أ] بأسماء الحق تعالى : أن العالم مرتبط بالحق ارتباط عبودية بسيادة، لا تباط مساواة في الرتبة، ومن لم يمتقد ما قلناه زلت به قدم الخرور في مهرات الف : إذ الأعيان الثابتة في العلم الإلهي لم تزل تنظر إلى الحق تعالى بعين الافتقار لا؛ ليخلع عليها اسم الوجود، ولم يزل الحق تعالى ينظر إلى استدعائها بعين الحمة؛ ليجيبها إلى سؤالها، فلم يزل تعالى ربأ لها في حال عدمها كحال وجودها اعلى سد سواء، فالإمكان لنا دائم كما أن الوجود له تعالى دائم. انتهى سمعت ميدي عليا التواص رحمه الله تعالى يقول: كل أمر رأيته يطلب الكون من الحضرات الإلهية؛ فهو من حبث كونه تعالى إلهأ وغافرا وراحما، وكل امر رأيته لا يطلب الكون كالاسم الأحد أو الغني؟ فهو من حيث كونه تعالى 29/ب] ذاتا، فمهما أتاك من الصفات والآسماء، فزنه بهذا الميزان يتحقق لك الأمر فيه.
فقلت له : ما قلتموه من أن الأسماء الإلهية تطلب أهل حضراتها لتحكم فيهم ضاه، قد يضاهي العلة والمعلول 41 زيادة بقتضيها النص 2) كذا في المحطوطتين، وفي هامش (أ) : لعله لا يلزم من وجود هذا الارتباط، انتهى
Página desconocida