Reglas de conducta hacia Dios
قواعد في السلوك الى الله تعالى
Géneros
أركان الدين، لا تتم الأعمال إلا به، ولا تصح بدونه، فمتى قصر صاحب الأعمال فيها أخرجته إلى عمل العادة ؛ كصلاة العادة ، وصدقة العادة، وأمثال ذلك.
ومتى أفرط فيها أخرجته إلى الوسواس، فيحدث نفسه بما لا يمكن ، مثلا يكون صعلوكا، فيحدث نفسه: أنه إذا ملك يعمر جامعا، أو يولي قاضيا، أو أنه إذا لقي كنزا أن يفتح زاوية، وذلك وإن كان محقا، لكنه تضييع للهم، وحموقية، وخروج عن ميزان العقل والشرع إلى مراد النفس وصفاتها.
وكذلك المودة والعشق ؛ فالمودة اعتقاد النصيحة للأخ المسلم في الله، والأنس به، والوحشة عن غيبته زمانا طويلا، فيحب لأخيه ما يحب لنفسه، ويوده بقلبه، ويشركه في شيء من رفقه، وبهذا تتم المودة بين الإخوان، وتدوم الصحبة، وبه يكون التآلف وسريان الخير من الأخ إلى أخيه ، فمتى قصرت هذه القوة في الشخص انحط صاحبها إلى البرودة والتهاون، فيجتمعان، وكان كل واحد منهما معرضا عن أخيه ، مقصرا في حقه، بارد الهمة عن وده؛ كأنه أجنبي عنه، يستوي عنده إقباله وإعراضه، فلا يهتم لشيء من أموره، ولا يكترث به، وبهذا يكون النفوذ، وتضيع بذلك المصالح الدينية والدنيوية.
وكذلك إذا أفرطت هذه القوة في صاحبها أخرجته إلى تعلق القلب بأخيه، وسكونه في حبة قلبه، ولا يصبر على ألا يراه لحظة واحدة، ويطالبه التقيد به ليلا ونهارا، ويبالغ في حبه حتى يحب أن
Página 110