Reglas de conducta hacia Dios
قواعد في السلوك الى الله تعالى
Géneros
وبصيرة لمن يتبصر، لم يكن لهم في إيمانهم كسب يستحقون عليه الثواب والعقاب، ولبطلت في ذلك.
والحكمة ضرورية للموحد - كما سبق ذكره - ، ومن الحكمة إبراز أمور يمكن الشاك أن يشك ويقول : هذا سحر ؛ لنقصان عقله وفطرته، ولو كان صحيح الفطرة لعرف أنه الحق، قيستحق بهذا العمى النار ، ويستحق لهذه البصيرة والفطرة الصحيحة الجنة، بخلاف ما لو انكشفت الحقائق ؛ لم يكن للجاهل والأحمق كسب؛ فإنه يمكن كل واحد معرفة ذلك؛ أحمق كان أو عاقلا.
إذا ظهر ذلك فليعلم العاقل : أن الإنسان لا يتم إيمانه حتى يحب هذا النبي الحب البالغ، ويحب جميع ما جاء به؛ من جليل المتابعة ودقيقها، ويرتفع الحرج وضيق الصدر عن جميع أحكامه وشريعته، وإنما يزول الحرج ، وينكشف سر هذا المعنى إذا علم قاعدته، وهي شعوره بأن هذه الأحكام والجزئيات الشرعية هي أحكام الله تعالى، والرسول صلى الله عليه وسلم فيها موافق لربه عز وجل، متبع له، فاتباعه هو اتباع الفاطر الخالق الذي قضت العقول بوجوده وتدبيره، ولهذا وجب زوال الحرج، وضيق الصدر بجميع الأحكام؛ ما جل منها وما دق.
ثم محبة النبي صلى الله عليه وسلم ينبغي أن تكون ممزوجة بالأرواح لوجوه: أحدها : لمحبة الحبيب الأكبر له، والمحب يحب لمحبوبه، فهو المحب الأول الذي من بين البرية.
لثانية : لمحبته هو لربه أعلى أقسام المحبة؛ إذ المحب إذا شعر بمن يحب محبوبه ينجذب إليه طبيعة وقلبا.
Página 313