Reglas de conducta hacia Dios
قواعد في السلوك الى الله تعالى
Géneros
مولاه بجميع إرادته وهمومه، وأعماله وأقواله، فيمكن أن يقال: و لا يبعد بالقياس الذي تقدم أن هذا عبد وهب نفسه لله، وجاد له بها، فيرجى ان يجاد عليه بأن يكون هو حظ هذا المتقرب ونصيبه عوضا عن كل شيء جاد العبد بنفسه تقربا، فجاد عليه المتفضل المنان بنفسه وبتوليه له على ذلك التفضيل جزاء وفاقا.
واعلم أن هذا المتقرب بجميعه يرجى أن يجد جزاء ذوق عمله بما لا يمكن أن يعبر عنه عاجلا في الدنيا إلا بأكثر من أن يقال : إنه تقبل منه ما تقرب به، ويختطف عن وجوده إلى قرب ربه، ويجد قرب ربه من قلبه ومن جميع أجزئه بالغيب، جزاء لما بذل من نفسه، ويجد عنايته وتوليه فوق كل تدبير كل مشفق ناصح، فمن رزقه الله تعالى هذا التقرب، ووجد ذوق جزائه من قلبه ومن تدبيره له، ثم دام له ذلك فطوباه ثم طوباه ثم طوباه، هنأه الله، فليكتم ذلك على نفسه، ولا يبوح به بين أبناء جنسه؛ فإنه سر من أسرار المولى الكريم إلى عبده، فليعض على ذلك بالنواجذ، عساه يعيش عليه ويموت عليه، ويكون في البررخ معه، ويقوم يوم الحساب سائرا إلى ربه به، وهذا غاية ما يمكن من العبارة به عنه، وهو أمر يعرفه أهله.
فلينتبه العبد لهذا المعنى الخطير، وليطلب قرب ربه منه في هذا الطريق المشروع ، وليجعل عمدته الحديث الصحيح الذي هو فوق كلام المشايخ والعارفين ، بل هو أصل لهم، فيجعله أصله في سيره إلى محبة ربه له وقربه منه، وليكتم ذلك عن غير أبناء جنسه، بل عن أبناء جنسه إلا من ظهر محبته وصدقه وكتمانه للأسرار، مستعينا ومعتضدا بالله تعالى، وبالله المستعان.
Página 162