Reglas de conducta hacia Dios
قواعد في السلوك الى الله تعالى
Géneros
قاعدة يذكر فيها أمر السالك في الابتداء وفيها تعلق بالأولى
[بسم الله الرحمن الرحيم] السالك في الابتداء قد تكون في نفسه كوامن خفية ، لا يفطن لها، مثل إرادات خفية تنازعه النفس بإراداتها، فلا ينبغي أن يتغافل عنها بمعالجتها بعلاج يذهب تلك الآثار من الباطن، ومتى غفل عنها وأهمل أمر ذلك وهونه، كان ذا كمينا لا بد بعد حين أن يظهر غالبا من القوة إلى الفعل، فيقطع صاحبه عما هو بصدده، ورأسا وحزنا من كان سالكا، فكان في نفسه رؤية مضر، وكان يدافع ذلك عن نفسه، ولا يعالجها بعلاج يذهب أثر ذلك من القلب، فلم تزل نفسه تراوده حتى ترك سلوكه، وراح وراء مراده.
ورأينا من كان تخمر في باطنه إرادة النكاح وهو يهون ذلك فلم تزل تلك الإرادة حتى ظهرت من القوة إلى الفعل، فهرب من الحقائق إلى الظاهر، ودخل في الرخص، وقنعت نفسه بذلك وسكنت عن طلبها، والنكاح سنة لا تجهل، لكن السالك الطالب يعمل على وصوله، والوصول يقتضي فناء ما سوى الله تعالى من قلبه، فإذا صار كذلك، وخمدت جميع شهواته، وصار مراده مرادا واحدا
Página 132