وتقدم الأمير إلى حاجبه أن يستوثق من الباب، فلا يأذن لقادم ولا يؤذنه بقادم، ثم أقبل على جلسائه فقال: «ماذا وراءكم من النبأ؟»
قال إسحاق: «إن مولاي لعليم بكل ما هنالك، فما تخفى عليه خافية في أطراف البلاد، ولكن هذا العهد الجديد يا مولاي! ...»
قال الموفق: «خل عنك ذلك العهد وحدثني بما عندك.»
قال إسحاق: «فإني لم أزل على ما عهدني مولاي، فليرم بي حيث شاء، فلن أعصي له أمرا.»
قال الأمير: «بورك فيك يا إسحاق، وأرجو ألا ينال من عزمك ما تلقى من المكاره في سبيل حفظ الدولة من أطماع الخوارج، ولعلك أن تكون في خرجتك المقبلة إلى الشام أكثر توفيقا وغنما ... وسيجتمع لك الجيش قبل أن يستدير هلال العام الجديد ... أما أنت يا أبا محمد!»
قال أبو محمد لؤلؤ الطولوني: «أما أنا فما نسيت بعد ... وقد أعددت العدة لتحقيق ما أشار به مولاي ... وقد أجمع أربعة آلاف أسود من غلمان خمارويه أمرهم على ما يعلم مولاي ...»
قال الموفق: «وترى السودان أهلا لتحقيق الخطة؟»
أجاب أبو عبد الله الواسطي: «نعم، وقد أنفذت إليهم رسولي منذ قريب بما دفع إليهم لؤلؤ من المال، وأحسب ذلك الرسول بينهم الساعة يدبر من أمرهم ما يدبر، وسيكون أول قصدهم إلى صاحب شرط خمارويه،
30
فإذا ظفروا به نفذوا إلى خزائن السلاح، ثم يمضي الأمر إلى غايته.»
Página desconocida