سورة البقرة
من ذلك قوله جل وعز وعن ﴿الم﴾ في القطع عليها والائتناف بما بعدها أربعة أقوال: منهن أن فيها ثلاثة أتمة، والقول الثاني: أن القطع على (الم) كاف وليس بتمام والقول الثالث: أن القطع عليها ليس بتام ولا كاف والقول الرابع: أن القطع على (الم) تمام).
قال أبو جعفر وهذه الأقوال يبينها كلام العلماء في التفسير، ونحن نشرح ذلك حتى يتبين معناها ويكون ذلك دالًا عليها وعلى غيرها من أشباهها ونعزوا كل قول إلى قائله، قال الأخفش سعيد بن مسعدة: ألف تمام، لام تمام، ميم تمام، ومذهب أبي عبيدة أن مجازها مجاز حروف الهجاء، ومذهب الكسائي، أنها حروف التهجي قال أبو جعفر: فهذا قول وليس عندي بصواب لأنها في المصحف موصولة فلا يجوز قطعها كما لا يجوز مخالفة ما في المصاحف ولا تمام في كتاب الله جل وعز منها شيئًا مقطوعًا إلا ﴿حم عسق﴾ والعلة في قطعها دون غيرها أن الحواميم، سبع فلما تكررت وزيد في إحداهن شيء كان منفصلًا، والقول الثاني قول أبي حاتم قال: (الم) كاف وليس بتمام وعلته في هذا أنه زعم أنه لم يدر ما معنى حروف المعجم، فجعل الوقف كافيًا لأن ما بعدها مفيد ولم يجعله تامًا لأنه إذا وقف عليه لم يعرف معناه.
والقول الثالث أن الوقف على (الم) ليس بتام ولا كاف في مذهب
[١/ ٣٠]
1 / 30