233

Palacio del deseo

قصر الشوق

Géneros

تساءل الهمايوني وهو يرمق الشيخ متولي شزرا: من صاحبكم؟ - ولي كله خير.

فقال له متهكما: اقرأ لي الطالع إن كنت وليا.

فهتف متولي عبد الصمد: إما السجن وإما المشنقة.

فلم يتمالك الهمايوني من أن يضحك عاليا، ثم قال: حقا إنه ولي؛ فهذه هي النهاية المتوقعة، (ثم مخاطبا الشيخ) لكن اضبط لسانك، وإلا حققت بك نبوءتك.

علي عبد الرحيم وهو يقرب رأسه من وجه السيد: قم يا حبيبي، الدنيا لا تساوي قشرة بصلة من غيرك، ماذا جرى لنا يا أحمد؟ أترى أنه يحسن بنا ألا نستهين بالمرض بعد ذلك؟ كان آباؤنا يتزوجون وهم فوق السبعين، فماذا جرى؟

متولي عبد الصمد بعنف تطاير معه الرذاذ من فيه: كان آباؤكم مؤمنين طاهرين، لم يسكروا ولم يفسقوا، في هذا الجواب الذي تريد.

وأجاب أحمد عبد الجواد صديقه قائلا: قال لي الطبيب: إن التمادي في الاستهانة مع الضغط عاقبته الشلل والعياذ بالله، هذا ما وقع لصاحبنا الوديني أكرمه الله بحسن الختام، إني أسأل الله إذا حم القضاء أن يكرمني بالموت، أما الرقاد أعواما بلا حراك! اللهم رحمتك!

وهنا استأذن العجمي وحميدو ومانولي في الانصراف، وذهبوا وهم يدعون للسيد بالصحة والعمر المديد، ومال محمد عفت على السيد، ثم همس بصوت هامس: جليلة تقرئك السلام، وكم ودت لو تراك بنفسها.

فالتقطت أذن عبده القانونجي مقالته، ففرقع بأصابعه، وقال: وأنا مبعوث السلطانة إليك، وقد كادت أن تتزيا بزي الرجال لتحضر إليك بنفسها لولا أن أشفقت عليك من العواقب غير المتوقعة، فأرسلتني وقالت لي قل له:

وتنحنح مرة ثم مرة، وغنى بصوت خافت:

Página desconocida