219

Palacio del deseo

قصر الشوق

Géneros

وسرعان ما ضحكت زبيدة قائلة بتهكم: أنا أحق الناس بأن أقول ذلك، أليس هو بنسيبي؟

ففطن السيد إلى ما تعرض به، وتساءل في قلق عن مدى ما اتصل بعلمها في هذا الشأن كله، ولكنه قال برقة: لي الشرف يا سلطانة.

فتساءلت زبيدة وهي ترمقه بنظرة ارتياب: أأنت مسرور حقا بما كان؟

فقال بلباقة: ما دمت خالتها.

فقالت وهي تلوح بيدها في استياء: أما أنا فلن يرضى عنها قلبي أبدا!

وقبل أن يسألها السيد عن السبب، هتف علي عبد الرحيم وهو يفرك يديه: أجلوا الحديث حتى نعمر رءوسنا.

ونهض إلى المائدة ففض زجاجة وملأ الكئوس، ثم قدمها إليهم واحدا واحدا بعناية نمت عن ارتياحه المعهود إلى القيام بمهمة الساقي، ثم انتظر حتى تهيأ كل للشرب، وقال: «صحة الأحباب والإخوان والطرب دامت جميعا لنا.» فرفعوا الكئوس إلى شفاههم باسمين، ونظر أحمد عبد الجواد من فوق حافة كأسه إلى وجوه أصحابه. هؤلاء الأصحاب الذين شاطروه حمل المودة والوفاء قرابة الأربعين عاما، فكان كأنه يرى فلذات من صميم نفسه، ما ملك أن جاش صدره بعواطف الأخوة الصادقة. ومالت عيناه إلى زبيدة، فعاد إلى حديثها متسائلا: ولماذا لا يرضى عنها قلبك؟

فاتجهت إليه بنظرة أشعرته بترحيبها بالحديث معه، وأجابته: لأنها خائنة لا ترعى العهود، خانتني منذ أكثر من عام فغادرت بيتي دون استئذان، وذهبت إلى حيث لم أعلم.

ترى ألم تعلم حقا أين ذهبت في ذلك الوقت؟ ولم يشأ أن يعلق على قولها بحرف، فعادت تسأله: ألم يبلغك ذلك؟

فقال بهدوء: بلغني في حينه. - أنا التي كفلتها منذ الصغر ورعيتها بقلب الأم، فانظر كيف كان الجزاء! سفخص على الدم النجس!

Página desconocida