فقال مدافعا متحمسا: إن نفقته الشهرية تصله على آخر مليم. - أهي مسألة تجارية؟ إني أتكلم عن مستقبله، بل عن مستقبل الآخرين الذين ينتظرون في عالم الغيب.
فقال ياسين باطمئنان: ربنا يخلق ويرزق.
هتف الرجل باستياء: ربنا يخلق ويرزق وحضرتك تبدد! قل لي ...
واعتدل في جلسته، ثم تساءل وهو يركز فيه عينيه القويتين : رضوان على عتبة السابعة، فماذا أنت صانع فيه؟ أتأخذه لينشأ في أحضان حرمكم؟
لاح في الوجه الممتلئ الارتباك، ثم تساءل بدوره: ماذا أصنع إذن؟ لم أعمل في الأمر فكري.
هز الرجل رأسه في أسى ساخر، وقال: دفع الله عنك شر الفكر! وهل لديك وقت لتبذره فيه؟ دعني أفكر عنك، دعني أقول: إن رضوان يجب أن يبقى في حضانة جده.
فكر قليلا، ثم خفض رأسه بالإيجاب قائلا بانصياع: الرأي رأيك يا أبي، هذا في صالحه ولا شك.
قال الأب متهكما: يبدو لي أنه في صالحك أيضا كي لا تشغل نفسك بأمور تافهة.
ابتسم دون تعليق، كأنما يقول له: «إني واثق من أنك تمزح ولا بأس من ذلك». - ظننت أنه سيشق علي إقناعك بالتخلي عنه. - إن ثقتي في رأيك هي التي جعلتني أبادر إلى الموافقة.
فتساءل السيد بدهشة ساخرة: أتثق حقا في رأيي؟ لم لم تعمل به في الأمور الأخرى؟
Página desconocida