152

Palacio del deseo

قصر الشوق

Géneros

فقال إسماعيل باسما، وكأنما كان يداري مضايقته: إني لا أرتاب في زمالته القديمة، ولكني أحاسبه حتى لا يعود إلى الوقوع في الإهمال يوم القران.

فقال كمال باسما: نحن أصدقاء الطرفين، فإذا أهملنا العريس فلن تهملنا العروس.

إنه تكلم ليثبت أنه حي، لكنه حي يتألم، شد ما يتألم، ترى هل جرى في خاطره يوما أن يكون لحبه نهاية غير هذه النهاية؟ كلا، غير أن الإيمان بأن الموت حتم مقدر لا يمنع من الجزع حين حضوره، وهو ألم مفترس لا يعرف المنطق أو الرحمة، لو يستطيع أن يشخصه ليعلم في أي موضع يكمن أو عن أي ميكروب يصدر؟ وبين نوبات الألم يرشح بالملل والفتور. - ومتى يعقد القران؟

إن إسماعيل يسأل عما يدور بخاطره كأنه موكل بأفكاره، ولكنه لا ينبغي له أن يصمت، قال: نعم، هذا مهم جدا حتى لا نؤخذ على غرة، متى يعقد القران؟

فتساءل حسين شداد ضاحكا: لم تتعجلان الأمر؟ فليهنأ العريس بما بقي من عهد عزوبيته.

وقال حسن بهدوئه المعتاد: ينبغي أن أعرف أولا إن كنت سأبقى في مصر أم لا؟

فقال حسين شداد معقبا: إما أن يعين في النيابة، أو في السلك السياسي.

هكذا يبدو حسين شداد مسرورا بالخطبة، فأستطيع أن أزعم أنني كرهته ولو دقيقة عابرة، كأنه خانني فيمن خانوني، أخانني أحد؟ اختلطت الأمور علي، غير أن هذا المساء يعدني بخلوة حافلة. - أيهما تفضل يا أستاذ حسن؟

فليختر ما يحلو له، النيابة ... السلك السياسي ... السودان ... سوريا إن أمكن! - النيابة بهدلة، إني أفضل السلك السياسي. - يحسن أن تفهم والدك ذلك جيدا حتى يركز عنايته في إلحاقك بالسلك السياسي.

أفلتت هذه الجملة أيضا، ولا شك أنها أصابت الهدف، ينبغي أن يتمالك أعصابه، وإلا وجد نفسه مشتبكا مع حسن في نزاع علني، ثم ينبغي أن يراعي خاطر حسين شداد، فهما الآن أسرة واحدة، ما أقسى هذه الشكة من الألم. هز إسماعيل رأسه كالآسف، وقال: هذه آخر أيامك معنا يا حسن، بعد عشرة العمر كله، يا لها من نهاية محزنة!

Página desconocida