فإذا بعض أهل النفاق والشقاق يقولون دعكم من آيات الصفات والاعتقاد إلى الجهاد ويستدلون بمثل ذلك الحديث وهل الإمساك إلا عن الشر فإذا ذكر الله فلا تذكروه وأنسوه أو فأمسكوا عن الكيف كما قال مالك رحمه الله الكيف مجهول والسؤال عنه بدعة وكما قال الله تعالى في شأن الشيطان إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله مالا تعلمون فمن قال على الله جل وعلا ما قاله الله على نفسه ورسوله صلى الله عليه وسلم عليه فهو الإيمان والإمساك عن الصحابة ليس عن ذكرهم بخير إنما عن ذكرهم بشر
ولولا خشية التطويل وأن هذا ليس بمحله لكان البسط أولى والله المستعان
28 - والآيات في فضائل الصحابة كثيرة جدا ساقها أهل الحديث في كتبهم المجموعة والمفردة منها لأحمد بن حنبل وغيره بل جعلوا من علوم الحديث علم الصحابة وأفردوهم عن بقية طبقات الأمة بأدلة الآيات والأحاديث والآثار بصفة العدالة المطلقة دون بحث ولا تنقير ولا شهادة أحد
واختار ابن أبي داود رحمهما الله تعالى من هذه الآيات في فضائلم آيات سورة الفتح هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود الآية وإنما اختار آيات سورة الفتح عن غيرها لكثرتها وكثرة ما فيها من فضائل الصحابة عامة والذين معه وخاصة الذين بايعوه بيعة الرضوان
25 - اخترت هذا البيت في هذا الموضع وأخرته إليه لأنه هو أولى به فقد ذكر في صدر البيت الأول وقل خير قول في الصحابة كلهم وهذا يناسبه البيت الثاني برمته وقال في عجز البيت الأول ولاتك طعانا تعيب وتجرح وهذا يناسبه ذلك البيت 25
فالقوم رضي الله عنهم بين فضل وعفو ومن أحبهم فرح بمحبتهم في الدنيا إذ اطمأن قبله إلى الدين واليقين وفرح بمحبتهم في الآخرة فإن المرء مع من أحب كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أولى بالحب في الله ولله منهم الذين صحبوه صلى الله عليه وسلم ونصروه واتبعوه
Página 47