322

Qasida y Sura

قصيدة وصورة: الشعر والتصوير عبر العصور

Géneros

إن رأسها المرفوع يؤكد لنا في هدوء كهدوء المرساة،

مع أن الجميع يموتون،

فلا شيء يموت أبدا ...

الفصل التاسع والثلاثون

القبلة

نحت للفنان الروماني قسطنطين برانكوزي (

C. Brancusi ) (1876-1957م)، أتمه سنة 1908م.

يعد برانكوزي من أبرز ممثلي النزعة التجريدية المطلقة بين النحاتين المعاصرين، وتتميز أعماله ببساطة الشكل والمبالغة في صقله وتنقيته بحيث تشع بإيحاءات شعرية وصوفية متعالية. التحق بأكاديمية الفنون في «بوخارست» وهو في الثامنة عشرة من عمره، وغادرها بعد ست سنوات ليستقر - ابتداء من سنة 1904م - في باريس حيث وقع في البداية تحت تأثير المثال الفرنسي الشهير «رودان»، كما يشهد على ذلك تمثاله رأس فتى (1905م). وكان من أوائل الفنانين الذين تأثروا تأثرا عميقا بالنحت «البدائي» الذي اكتشفه الفنانون - خصوصا في فرنسا - في أوائل القرن العشرين. وكان من أهم العوامل التي أثرت على الفن التجريدي الحديث. ويعد نحته «القبلة» (1908م) - الذي ترى صورته مع هذا الكلام - أول محمل هام يتضح فيه تأثره بالفن الأفريقي، وتلمس فيه نزعة التبسيط الشديد في الشكل والأسلوب الفني الناضج الذي تطور بعد ذلك وإن لم يتغير تغيرا حاسما حتى آخر حياته. ولعل أعماله الأخرى التي عالج فيها موضوعاته الأثيرة - وهي الرأس البشري والحيوانات البحرية والطيور - لعلها تدل على اتجاهه المتزايد نحو تجريد الشكل وتبسيطه، وتصفيته من جميع التفاصيل بحيث لا يبقى منه في النهاية إلا الكتلة البيضاوية الخالصة (مثل رأس ربة الفن النائمة 1910م، والسمكة 1922-1924م، ونحت للعميان 1924م). وقد كان نحته «القبلة» بمثابة الموضوع الأساسي الملهم لأضخم نحت كلف بعمله لحديقة «تيرجو-جيو» العامة بالقرب من القرية التي ولد فيها، وهو يمثل عمودا هائلا من الصلب يبلغ ارتفاعه حوالي المائة قدم، حتى سماه الناس العمود اللانهائي، كلما تندر عليه بعضهم بتسميته تمثال الأبطال. ويبدو أن البساطة المطلقة التي طبعت نحت برانكوزي قد أوقعته في مشاكل عجيبة وقضايا غريبة؛ إذ رفض موظفو الجمارك في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1926م اعتبار تمثاله طائر في الفضاء (ويرجع إلى سنة 1919م) عملا فنيا، وأبوا السماح بدخوله قبل دفع الضرائب الجمركية المستحقة على كتلة من البرونز المدور يبلغ ارتفاعها أربعا وخمسين بوصة! (وهي توجد الآن بمتحف الفن الحديث في نيويورك). ومع أن برانكوزي لم يخلف وراءه مدرسة مستقلة، فقد أثر فنه تأثيرا كبيرا على عدد من المصورين والنحاتين التجريديين المعاصرين نذكر منهم موديلياني، وهانز آرب، وبربارا هيبورث، وهنري مور.

حظيت «القبلة» باهتمام عدد من الشعراء نذكر منهم ستة من مختلف البلاد والأعمار: (1) كاريل جونكهير (

Karel Jonekheere )

Página desconocida