============================================================
القالون وصنعة به جرى إطلاق اسم العلماء، وأهل العلم اصطلاحا، وجرى إطلاق العلوم قديما وحديثا. وقد آن أن نشرع في تفصيلها.
2 فتقول ( العلوم على الجملة، اما قديمة واما حادثة، وان شئت قلت إما فلسفية وإما ملية، أو إما قديمة وإما إسلامية، وهو أضبط لأن من القديم ما ليس بفلسفي كملوم العرب، فير أن هذه لما لم تكن علوما مهمة، صح أن لا يبالى بها في التقسيم، بل يقتصر على ذكر الفلسفية والإسلامية، وما سوى ذلك يذكر تبعا.
(العلوم الفلسفية وأقسامها) فنقول أما الفلسفية، فمنها مقبول في اللة ومنها مردود، والمقبول1 منه مأخوذ ومنه متروك، ولنبدأ بتقسيم الفلسفيات جريا مع عباراتهم فيها، مع الإلمام بما يقبل وما لا.
فنقول العلم إما مقصود لذاته أو لغيره، أما الأول فهو الفلسفة الأولى، المقصود بها تكميل النفس الناطقة، والاطلاع على حقائق الأشياء بقدر الطاقة. وهو إما نظري واما عملي2، والأول إما مجرد عن المادة مطلقا، وهو العلم الإلهي، أو في الذهن فقط وهو العلم الرياضي، أو مقيد بالمادة وهو العلم الطبيعي والثانى إما متعلق بنفس الشخص من حيث هي، ويسمى سياسة النفس، وعلم الأخلاق، أو بها وبما يحتاج اليه من شهوات قواها وهم: علم تدبير المنزل، أو بما يعم وهو الملكية3 والسلطنة، فإن كان الحافظ لنظامها، والقسائم بأحكامها الظاهرة والباطنة شخصا دلت عليه القرانات الكبار، وتميز عن البشر بما أفيض عليه من قوى المجردات4، فهو 1- ورد في ج: المنقول.
2 ورد في ج: أو عملي 3- ورد في ج: الملكية.
9- المحرد ما لايكون محلا لجوهر ولا حالا في جوهر آخر، ولا مركيا منهما على اصطلاح أهل الحكمة. التعريفات: 202
Página 146