============================================================
القالون والدخول تحت حكمه، فيكون قد خالف الشرع ظاهرا بترك عياله بلا قيم، وهرب عن طاعة من ولاه الله تعالى، واشتغل بالاعتراض عليه بالتكبر عليه، وهو اعتراض على الله تعالى، فيستوجب المقت من الله تعالى، وهو يظن أنه يسعى في القرب وهكذا.
فمن هذا احتاج الناس إلى الشيخ المربي، يكون خليفة الله تعالى على المريد، فإذا تحرك بإشارته تحرك با لله، كالمتحرك للفرائض، والأمر أمرالله، فمن أراده بشيء كان له.
فمثال العارف والعالم مثال عبدين للملك، أحدهما قريب يقوم على رأسه ويين يديه، وهو متفرغ للقيام بحقوقه والأدب معه، والآخر متصد1 لمصالح الرعية، فالأول أشرف منزلة، والثاني اكثر مصلحة، وكل منهما أدبه القيام بما اقيم فيه، فمن أقيم في الحضرة أو جعل له السبيل إليها، وطلب المصالح، استحق المقت، وكان كالعبد الذي اختار الولاية عن مجلس سيده فسم ، وقصته مشهورة2، وكذا العكس، واللبيب الموفق يفهم ما آريد به، فيقبله بقلب منشرح، فالعالم متى رأى العلم يتعطل لعدم من يقوم به، والناس يقعون في الجهل، تعين عليه الاشتغال به، وإلا فإن قوي باعثه إليه، ولم يتحقق آفة من قبل نفسه، وصادف أهله فليشتغل ايضا، فإن ذلك يرجى آن يكون آفة على كونه مطلوبا به، وليتعوذ با لله من شر ما عسى أن يخطر له من خواطر السوء في خلال ذلك.
وليعلم أن الثفس لا تغفل أبدا، عن أن تأخذ تصيبها من كل شيء، وان لم يجد باعثا قويا عليه، ولا على غيره، فالاشتغال أولى تفاديا من البطالة، وحرمان ما يرجى من الخير، ولو لم يكن الادعاء المتعلم والمتعلم [على المتعلم)3، وهلم جوا، فهو خير كثير، ويعذر العالم في عدم الجلوس بمانع من مرض وخوف ونحو ذلك، أو اشتغال بكسب إذا - ورد في ج: متصدر.
ك ذكرها ابن عطاء الله والشطبي وغيرهما.
3- ساقط من د.
Página 454