189

============================================================

القانسون لعمرك ما تدري الضوارب بالحصى* ولا زاجرات الطير ما الله صايع ومن هذا الفن فنون أخرى، كالضرب بالحصا كما في البيت، وكالتفاؤل والتشاؤم في الطير او الإنسان أو غيره، من جهة وحدته أو كثرته، أو من جهة الصفة أو الجنس، أو بكونه سالما او موفا، او لأمر يلقى او يرى أو يسمع، وقد كانت بيعة علي طلاه سبق إليها طلحة به، وكان في يده شلل، فأنكر ذلك من حضر من الصحابة، واغتموا به وقالوا سبقت يد شلاء، هذا أمر لا يتم فكان كذلك. ودخل بعض الملوك وأظنه سيف بن ذي يزن على امرأة، وهي تسدي ثوبا، فقالت له: ملكك يمتد طولا وعرضا، ثم دخل عليها آخر، فقالت له: قد انتهى أمرك، فغضب عليها، وأنكر عليها إن لم تقل لسه كما قالت للأول، فقالت له: إنا إنما نتوسم أمورا بعلاماتها، والأول دخل علي وأنا أمد الثوب طولا وعرضا، وأنت دخلت علي وأنا أريد قطعه.

وكلام الشافعى طه في أهل العاهات، والقباح الصفات، كلام يتضمن تجنبهم، وقد ذكرت ذلك مع وقائع جرت له معهم في كتاب المحاضرات2 فلا يحتقر ذلك مع سلامة العقيدة، فإنه من حكمة الله تعالى المثبوتة في الكون ومن علومهم: الكهانة وأصلها كما في الحديث3، أن الجن يسترقون السمع، ويلقون في آذان أوليائهم من الإنس، وهذه العلوم لم تخرج من القوة إلى الفعل، حتى تكون لها أوضاع واصطلاحات 1- هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو، أحد العشرة المبشرين بالجنة قتل يوم الجمل سنة 36 ه وهو من المهاحرين الأولين. روي له لمانية وثلاثون حديثا. الاصابة/و: 390.

ك راحع في ذلك كتاب المحاضرات/1: 142 وما بعدها. ورسائل اليوسي/1: 159 وما بعدها.

3- تضمين للحديث الذي أخرحه البخاري وغيره في كتاب بده الخلق، باب ذكر الملائكة. وكتاب التفسير، باب قوله إلا من استرق السمع قأتبعه شهاب مبين}.

Página 291