Canal de Suez
إنجلترا وقناة السويس: ١٨٥٤–١٩٥١م
Géneros
لا بد لي هنا أن أفصح عما نقصده بضغط الاحتلال، ليس القصد أن أحدا أكرهنا إكراها ماديا على توقيع المعاهدة، ولكننا نقصد حالة الإكراه الأدبي التي كانت تساور نفوسنا، إذ نرى مصر تكاد تختنق تحت ضغط الاحتلال المتغلغل في كل مرافقها العابث بكل مصالحها، والامتيازات الأجنبية الجاثمة على صدرها، فأردنا أن نلتمس لها من هذا الإسار مخرجا يطلقها من عقالها ويكون خطوة أولى تتلوها خطوات أوسع لاستكمال وحدتها واستقلالها.
ثانيا:
تغير الظروف التي عقدت فيها المعاهدة ...
ثالثا:
أنها تتناقض مع اتفاقية قناة السويس ومع ميثاق الأمم المتحدة، وكلاهما أولى منها بالتنفيذ والاحترام، فاتفاقية قناة السويس عقدت قبلها بزمن طويل بين دول متعددة، لتقرير وضع دولي عام هو حيدة القناة وحرية المرور فيها على قدم المساواة التام بين الجميع.
ولذلك حرمت هذه الاتفاقية على الدول الموقعة عليها محاولة الحصول على مزايا إقليمية أو تجارية أو أية مزية أخرى في أي اتفاق دولي يعقد في المستقبل بشأن القناة، كما ناطت بمصر وحدها - وهي الدولة صاحبة الإقليم - حق الدفاع عن حيدة القناة وسلامة المرور فيها، وهذا ما أهدرته معاهدة سنة 1936 إهدارا تاما، إذ ليست هذه المعاهدة إلا مجموعة من الميزات الصارخة لمصلحة بريطانيا وحدها على حساب استقلال مصر وسيادتها، وما كان لبريطانيا بصريح النص في اتفاقية سنة 1888 أن تتنهز فرصة الاحتلال فتحصل لنفسها على هذه المزايا.
أما ميثاق هيئة الأمم المتحدة، «فضروري» وجوب تغليب أحكامه على ما يتناقض معها من أحكام المعاهدات والاتفاقيات الأخرى.
رابعا:
تكرار الإخلال بأحكام المعاهدة من جانب المملكة المتحدة، والواقع أن الإنجليز لا يتمسكون بالمعاهدة إلا فيما يعتمدون عليه لتأييد الاحتلال أو العبث بوحدة مصر والسودان، فهم يتجاوزون عدد القوات التي ترخص المعاهدة بإبقائها في منطقة القناة، ويتجاوزون المناطق المحددة لها، ويأبون الخضوع للإجراءات الصحية والجمركية التي تفرضها القوانين المصرية، ويحاربون تدريب الجيش المصري وتجهيزه بدلا من أن يتعاونوا في إعداده وتقويته وفقا لتعهدهم في المعاهدة ... إن المعاهدة توجب عليهم ألا يتخذوا في علاقاتهم مع البلاد الأجنبية موقفا يتعارض مع المحالفة «يشير رفعته إلى موقف إنجلترا من إسرائيل».
إننا نعمل في حدود حقوقنا ... إن مصر إنما تعمل في حدود حقها القانوني والدولي، إذ تلغي معاهدة سنة 1936 وتنهي العمل بأحكامها ...
Página desconocida