ولا في بحور خاليات من الدر
فكم شاعر ما فاه بالنظم مرة
وكم ناظم ما قال بيتا من الشعر
ثم يقول:
اللفظ قشر وفيه
لب المعاني يقر
فاللب يفنى سريعا
إن لم يحط فيه قشر
أفلا ترى الحقيقة في وجهي المسألة؟ كأن الشاعر والفيلسوف يتناقشان فيفحم الواحد الآخر. لست أدري إذا كان الصافي نظر إلى هذه المتناقضات نظرة سقراطية أفلاطونية! وقد لا يكون مدينا لغير الحيرة التي تلزم الشاعر في مواقف لا يتناسب فيها المعقول والمحسوس ولا يتوازنان. بيد أن الاثنين من واحة واحدة، فالفطرة تبني لهما البيوت، والصراحة تصوغ لهما القوافي.
ومع ذلك فإنا نرى الصافي غير صاف في عقلياته. وما هو فيها بالمبتكر المجدد. وكذلك قل في قصائده الوطنية التي قلما تمتاز عن شعر من سواه.
Página desconocida