268

Qalaid

قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان، المشهور ب «عقود الجمان في شعراء هذا الزمان»

Editor

كامل سلمان الجبوري

Editorial

دار الكتب العلمية بيروت

Edición

الأولى

Año de publicación

٢٠٠٥ م

Ubicación del editor

لبنان

Géneros

فبورك بنيانًا وبورك ساكنًا ... وبوَّأه الرَّحمان دار سلامه
ولا زال مأهول الجناب مؤيَّدًا ... ممرَّ اللَّيالي دائمًا بدوامه
وأنشدني أيضًا لنفسه: [من البسيط]
سلاه هل عدَّ قتلي بالصُّدود رضا ... أم ساخطًا كان في أمرٍ عليَّ قضى
كلَّفت قلبي لديه الصَّبر معترفًا ... ..... كلَّما عاينته انتقضا
إني لأعجب من طرف التَّجلُّد في ... هواه يعثره وجدي إذا ركضا
وعارضٍ من جفوني كلَّما نظرت ... عيناي بارق ثغر منه معترضا
أما وليل كحظِّي من ذوائبه ... على صباح كفرق في الجبين أضا
لا كنت ممَّن يرى في الحبِّ مبتذلًا ... عنه ولو جار أو أبغي له عوضا
[١١٨]
أحمد بن إبراهيم بن أحمد /٢١٣ ب/ بن هبة الله بن الحسين بن الحسن، أبو العباس بن أبي إسحاق الموصليُّ.
من أبناء الرؤساء المتصرفين بالموصل.
أصل آبائه من الجزيرة العمرية، وانتقلوا إلى الموصل وتولوا بها الأعمال الجليلة لبني أتابك؛ وهبة الله جده يعرف بالعفيف وبه يعرف بيتهم.
وأبو العباس أخبرني أنه ولد في شهر صفر سنة اثنتين وستمائة، ونشأ في طاعة الله تعالى، والتمسك بآثار النبي ﷺ مع سداد وصلاح، وحفظ القرآن العزيز، وسمع الحديث على أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري، والنقيب أبي الفتوح حيدر بن محمد بن عبيد الله الحسيني، وصحبة مدّة. واستدعى إلى ديوان الاستيفاء بعد موت والده فما أصاب وأعرض عن ذلك ورعًا وتدينًا ونزاهة نفس.
ثم تولّى خزانة كتب المدرسة المولوية السلطانية البدرية المطلّة على دجلة- عمّرها الله ببقاء منشئها-.
وهو من سروات الناس وأمثالهم، وأماجد أهل بيته وأفاضلهم، ذو دين وافر، ونسك ظاهر /٢١٤ أ/ كثير الخير، واسع النفس، مهذَّب الأخلاق؛ له بلاغة في

1 / 326