وأنشدني أيضًا من شعره: [من البسيط]
لأن أبيت خميص البطن منحجرًا ... عاري الجوانب خصَّافًا من الورق
خير وأكرم لي من أن أرى سفهًا ... ذا بطنة في بداء اللُّؤم والرَّنق
وأنشدني من قوله أيضًا: [من الطويل]
كأنِّي بهذا القصر قد باد أهله ... وأسلمه للحادثات منازله
وأصبح قفرًا تحجل الطير حوله ... وينتابه من الظِّباء مطافله
مضى قبلنا قرن فقرن وإنَّنا ... لنأمل ما ذو المس في الدهر آمله
ألم تك فيما قصَّه الله ملهدى ... شفاء لداء حالفته مفاصله
ففي قوم نوح ثمَّ عاد جلية ... تريك اغترار المرء أين مقاتله
وقوم أثاروا الأرض ثم ابتنوا بها ... معاقل لو ينجى يزيد معاقله
وأنشدني لنفسه: [من الطويل]
/١٩٣ ب/ أتعمر دارًا إذا تولَّى جديدها ... وأصبح معمورًا لديها صعيدها
وقد غالت الأيَّام من كان قبلنا ... شقيًّا وما نال الخلود سعيدها
وإلاَّ فأين الملك قيصر والألى ... وأين تولَّى عادها وثمودها
وأين الملوك الشُّمُّ من آل جفنة ... وكسرى أنو شروان طار عمودها
وسابور والأملاك آل محرق ... أبادهم والمرسلات مبيدها
فأضحوا كأن لم يضربوا بمهادها ... مصائب ملك لا يرام حريدها
فإنَّك عن إيماض برق للاحق ... بهم والموالي كالعبيد عبيدها
فبادر فحتف المرء يعقد حبله ... بأعناق آجال الرِّجال يؤودها
وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الوافر]
كتاب أرسلوه إلى الرِّباب ... أسيرك قد ثوى تحت التُّراب
ففي نظري إليك حياة نفسي ... وفي فيك الشِّفاء من الرُّضاب