Collares de Coral en la Explicación de lo Abrogante y lo Abrogado en el Corán

Mar'i al-Karmi d. 1033 AH
61

Collares de Coral en la Explicación de lo Abrogante y lo Abrogado en el Corán

قلائد المرجان في بيان الناسخ والمنسوخ في القرآن

Investigador

سامي عطا حسن

Editorial

دار القرآن الكريم

Ubicación del editor

الكويت

قَوْله تَعَالَى ﴿إِنَّمَا التَّوْبَة على الله للَّذين يعْملُونَ السوء بِجَهَالَة ثمَّ يتوبون من قريب فَأُولَئِك يَتُوب الله عَلَيْهِم وَكَانَ الله عليما حكيما﴾ ١٧ أَجمعت الصَّحَابَة ﵃ أَن مَا عصي الله بِهِ فَهُوَ جَهَالَة عمدا كَانَ أَو جهلا وكل من عَصَاهُ فَهُوَ جَاهِل وَقَوله ﴿ثمَّ يتوبون من قريب﴾ قبل الغرغرة هَذَا هُوَ الرَّاجِح لقَوْله ﵊ إِن الله يقبل تَوْبَة العَبْد مَا لم يُغَرْغر وَفِي رِوَايَة مَا لم تَتَرَدَّد الرّوح فِي حلقه فَكَانَ خَبره تَعَالَى فِي هَذَا عَاما ثمَّ خصص بقوله تَعَالَى ﴿من قريب﴾ فَصَارَ نَاسِخا لبَعض حكمهَا فِي أهل الشّرك فَقَالَ ﴿وَلَيْسَت التَّوْبَة للَّذين يعْملُونَ السَّيِّئَات﴾ الْآيَة قلت وَوجه النّسخ غير ظَاهر لِأَن معنى الْآيَة الأولى غير معَارض لِلْآيَةِ الثَّانِيَة وَهُوَ التَّوْبَة عِنْد حُضُور الْمَوْت والوقوع فِي النزع وَهَذَا لَا فرق فِيهِ بَين تَوْبَة الْكَافِر وَغَيره اللَّهُمَّ إِلَّا أَن تكون التَّفْرِقَة طَريقَة لبَعْضهِم بِدَلِيل قَوْله تَعَالَى ﴿فَلم يَك يَنْفَعهُمْ إِيمَانهم لما رَأَوْا بأسنا﴾ وبدليل قصَّة فِرْعَوْن وَهنا تَأمل وَهُوَ أَن الغرغرة تكَاد أَلا تنضبط فَلَو سمعنَا كَافِرًا نطق بِالشَّهَادَتَيْنِ عِنْد الغرغرة فَالظَّاهِر أَنا نحكم بِإِسْلَامِهِ شرعا احتياطيا وَإِن كَانَ هَذَا لَا يَنْفَعهُ فِيمَا بَينه وَبَين الله تَعَالَى

1 / 87