Collares de los Intelectuales
قلائد العقيان
Año de publicación
1284هـ - 1866م
وأرباب مجد ضخم، قد قيدت مآثرهم الكتب وأطلعتهم التواريخ كالشهب، وما برح الفقيه أبو بكر يتسنم كواهل المعارف وغواربها، ويقيد شوارد المعاني وغرائبها، لاستضلاعه بالأدب الذي أحكم أصوله وفروعه، وعمر برهة من شبيبته ربوعه، وبرز فيه تبريز الجواد المستولي على الأمد، وجلى عن نفسه به كما جلى الصقال عن المنصل لفرد، وشاهد ذلك ما أثبته من نظمه الذي يروق جملة وتفصيلا، ويقوم على قوة العارضة دليلا فمن ذلك قوله يحذر من خلطاء الزمان، وينبه على التحفظ من الإنسان. رمل
كن بذيب صائد مستأنسا ... وإذا أبصرت إنسانا ففر
إنما الإنسان بحر نما له ... ساحل فأحذره إياك الغرر
وأجعل الناس كشخص واحد ... ثم كن من ذلك الشخص خذر
وله في الزهد رمل
أيها المطرود من باب الرضى ... كم يراك الله تلهو معرضا
كم إلى كم أنت في جهل الصبا ... قد مضى عمر الصبا وانقرضا
قم إذا الليل دجت ظلمته ... واستلذ الجفن أن يغتمضا
فضع الخد عن الأرض ونح ... واقرع السن على ما قد مضا
وله في هذا المعنى. بسيط مجزوء
قلبي يا قلبي المعنى ... كم أنا أدعى فلا أجيب
كم أتمادى على ضلال ... لا أرعوى لا ولا أنيب
ويلاه من سوء ما دهاني ... يتوب غيري ولا أتوب
وا أسفي كيف برء دأي ... دأي كما شاءه الطبيب
لو كنت أدنو لكنت أشكو ... ما أنا من بابه قريب
أبعدني منه سوء فعلي ... وهكذا يبعد المريب
ما لي قدر وأي قدر ... لمن أحلت به الذنوب
وله في المعنى أيضا: كامل
لا أجعلن رمضان شهر فكاهة ... تلهيك فيه من القبيح فنونه
وأعلم بأنك لا تنال قبوله ... حتى تكون تصومه وتصونه
وله في مثل ذلك. طويل
Página 206