151

يا مسرين للأخوان غائلة ... ومظهرين وجوه البر والرحب

ما كان ضركم الإخلاص لو طبعت ... تلك النفوس على علياء أو أدب

أشبهتم الدهر لما كان والدكم ... فأنتم شر أبناء لشراب

ما زدتم قدري أيام وصلكم ... نباهة لا ولا ذكري ولا حسبي

ولا ازدريتم به أيام هجركم ... فلستم من صعودي لا ولا صببي

وله: متقارب

رأيت الكتابة والجاهلو ... ن قد لبسوا عزها لامه

فقلت لكل فتى كاتب ... بديع الفصاحة علامه

إذا عز غيركم بالمداد ... فلا أنبت الله أقلامه

وله أيضا: كامل

أركابكم شطر العذيب تساق ... يوم النوى أم قلبي المشتاق

عميت علي عيون رأيي في الهوى ... لله ما صنعت بي الأشواق

ولقد أقول لصاحب ودعته ... وقد استهل بدمعي الإشفاق

يا فائزا قبلي برؤية دوحة ... أضفت ظلال فروعها الأطواق

من تغلب الحرب التي إن غولبت ... شقيت بحد سيوفها الأعناق

فهم إذا ما جالسوا أو واكبوا ... أخذوا بحقهم الصدور فراق

قاض كان الليث حشو بروده ... وكان ضوء جبينه الإشراق

بالله ربك خصه بتحية ... من ذي خلوص قلبه تواق

يصبو إلى تلك العلى فكأنه ... صب أصابت لبه الأحداق

ثاو بأرض بداوة لكنها ... بالمالكيين الكرام عراق

قوم إذا ومضت بروقهم همى ... صوب الحيا وأنارت الآفاق

وإذا استقل بنانهم بيراعة ... لبست وشيع برودها الأوراق

وإذا انتدوا وتكلموا أنسيت ما ... صانته من أعلاقها الأحقاق

أنصاركم وحماة مجدكم وما ... أولاكموه من العلى الخلاق

بلقالق ذلق كأن حديثها ... درر يفصل بينها النساق

فهم إذا ألقوا حبال بنانهم ... غلبوا جهابذة الكلام فقاقوا

لما جروا وشأوا ونالوا ما اشتهوا ... وثنوا أعنتهم وهم سباق

نصبت لهم حسدا على ما خولوا ... من سؤدد ونفاسة أوهاق

Página 155