194 - ثلاثيات
* في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((ثلاث منجيات: خشية الله في السر والعلانية، والقصد (الاعتدال) في الفقر والغنى، وكلمة الحق في الغضب والرضى، وثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه)) (رواه البيهقي والبزار وغيرهما).
وفي الحديث الصحيح أيضا: ((ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار)) (رواه البخاري ومسلم وغيرهما).
وفي الحديث عنه أيضا: ((ثلاث من كن فيه آواه الله في كنفه ونشر عليه رحمته وأدخله جنته: من إذا أعطي شكر، وإذا قدر غفر، وإذا غضب فتر)) (رواه الحاكم والبيهقي).
195 - لو أحل الله الكذب ما كذبت
* السباعي في ((السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي)) في ترجمة الإمام الزهري (توفي 124 ه) نقلا عن ((تاريخ دمشق)) لابن عساكر (مخطوطة في مكتبة الأزهر، وهي مقروءة على المؤلف نفسه):
سأل هشام بن عبدالملك سليمان بن يسار عن تفسير قوله تعالى في قصة الإفك: (والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم) فقال هشام: من الذي تولى كبره فيه؟ قال سليمان: هو عبدالله بن أبي سلول، فقال هشام: كذبت! إنما هو علي بن أبي طالب - ويظهر أن هشاما لم يكن جادا فيما يقول، ولكنه يريد أن يختبر شدتهم في الحق - فقال سليمان بن يسار: أمير المؤمنين أعلم بما يقول، ثم وصل ابن شهاب (الزهري) فقال له هشام: من الذي تولى كبره منهم؟ فقال الزهري: هو عبدالله بن أبي بن سلول، فقال له هشام: كذبت إنما هو علي بن أبي طالب، قال الزهري وقد امتلأ غضبا/ أنا أكذب؟! لا أبا لك! فوالله لو ناداني مناد من السماء بأن الله أحل الكذب ما كذبت. . . حدثني فلان وفلان أن الذي تولى كبره منهم هو عبدالله بن أبي بن سلول، قال الشافعي (وهو راوي هذا الخبر): فما زالوا يغرون به هشاما حتى قال له: ارحل فوالله ما كان ينبغي لنا أن نحمل عن مثلك (وكان الزهري تركبه الديون لكثرة كرمه فيقضي عنه الخلفاء ديونه الفترة بعد الفترة) قال ابن شهاب: ولم ذاك؟ أنا اغتصبتك على نفسي؛ أو أنت اغتصبتني على نفسي؟ فخل عني، قال له هشام: لا ولكنت استدنت ألفي ألف (مليونين) فقال الزهري: قد علمت وأبوك قبلك أني ما استدنت هذا المال عليك ولا على أبيك، ثم خرج الزهري مغضبا، فقال هشام: إنا نهيج الشيخ!. . . ثم أمر فقضى عنه من دينه ألف ألف؛ فأخبر بذلك فقال: الحمدلله الذي هذا هو من عنده!. .
196 - من وصايا المعمرين
* أبو حاتم السجستاني في ((المعمرون)) في حديثه عن أكثم بن صيفي الذي عاش مائتي سنة على ما يزعم الرواة:
قالوا: وكتب النعمان بن المنذر إلى أكثم بن صيفي - وذكر ملك من ملوك فارس رجال العرب وعداوة بعضهم لبعض وحالهم في بلادهم - فقال فارسي: هذا لخفة أحلامهم وقلة عقولهم.
فكتب المنذر إلى أكثم أن اعهد إلينا أمرا نعجب به فارس، ونرغبهم به في العرب؛ فكتب اكثم:
Página 53