El Cairo: la trama de las personas en el lugar, el tiempo y sus problemas en el presente y el futuro
القاهرة: نسيج الناس في المكان والزمان ومشكلاتها في الحاضر والمستقبل
Géneros
توجيه النمو المديني وجهته الصحيحة، وبخاصة إبعاده عن تبوير الأرض الزراعية. (2)
تقديم الشروط الصحية، وضمان خطوط المواصلات الداخلية التي تؤمن حركة السكان من المدينة المخططة إلى المدينة القديمة، ويقتضي ذلك في أحيان كثيرة التدخل الفعلي من جانب سلطات المدينة المحلية.
وتوجيه المدينة إلى وجهة نموها الصحيح أمر بالغ الأهمية بعد أن رأى الكثيرون الضرر الذي يعود من النمو العشوائي المعتمد على المبادأة الفردية. فقد أدى هذا إلى نمو المدينة على حساب الإقليم الذي يمدها باللبن والخضراوات، ولكن هناك مناطق تخطط للنمو على حساب هذا الإقليم الحيوي، نتيجة ظروف خاصة، أو نتيجة لأن هذه هي أحسن الأراضي للنمو المديني.
ومن شروط التخطيط أيضا: مد نطاقات من الخضرة داخل المدينة كمحاولة لاستيفاء شروط صحية وترويحية لسكان المدن. وقد نشأت حول القاهرة في النصف الأول من القرن 20 عدة مناطق عمرانية مخططة، مثل: مدينة مصر الجديدة أو المعادي والهرم ومدينة الأوقاف والمقطم، وفي النصف الثاني من القرن نفسه أنشئت مدينة نصر ومدينة السلام وحدائق شبرا، وقد روعي في تلك المناطق كثيرا من شروط التخطيط: الطرقات الواسعة ونطاقات الخضرة. وغالب تلك المناطق المذكورة قد خططت في داخل الإقليم الزراعي المحيط بالقاهرة غربا وشمالا وجنوبا؛ مما يسبب خسارة كبيرة للأرض الزراعية المحدودة داخل القاهرة الكبرى. أما مصر الجديدة ومدينة نصر ومدينة المقطم و15 مايو، فقد خططت في الأماكن التي كان يجب للعمران المديني أن ينمو فيها، فمعظمها مناطق صحراوية أو جبلية، وكذلك الحال بالنسبة لمنطقة المساكن الشعبية في تلال زينهم، وامتدادها إلى منطقة «أبو السعود» والفسطاط الجديدة.
شكل 1-10:
مدينة المقطم - الإمام الشافعي: اختلاف أغراض العمران.
والتخطيط الذي تم به بناء منطقة الهرم أو حدائق شبرا ليس على درجة من الكفاءة مثل تخطيط مدينة الأوقاف أو مصر الجديدة أو نصر؛ ذلك لأن العمران في هاتين المنطقتين امتد من قديم في صورة إشعاع عمراني كما سبق القول، لهذا كان التخطيط الذي تم بعد ذلك قائم على أساس عبء إعداد الأرض للعمران على المبادأة الفردية أو المبادأة التي تقوم بها شركات صغيرة للإعمار، والربح السريع يكون عادة الضوء الذي يهتدي به هؤلاء، مما لا يستوفي الشروط اللازمة في التخطيط الحقيقي. وفي حالة مدينة الأوقاف تم التخطيط لمساحة كبيرة في صورة متكاملة؛ لأن كل هذه الأرض أو معظمها كان مملوكا لمالك واحد وهو وزارة الأوقاف، وكذلك الحال بالنسبة للمعادي ومصر الجديدة والمقطم التي أعطي امتيازها إلى شركات كبيرة خططتها دفعة واحدة، ومدينة نصر التي تتولاها هيئة شبه حكومية، ومدينة 15 مايو تم إعمارها بواسطة وزارة الإسكان والتعمير، ومشروع الهضبة الوسطى في المقطم الذي تعثر كثيرا حتى الآن.
مدينة المقطم
ويهمنا في هذا المجال أن نذكر بشيء من التفصيل موضوع مدينة المقطم؛ فمن الناحية الصحية والجمالية لهذا المشروع امتياز كبير على غيره من مشروعات العمران القاهرية. لكن هناك عدة عقبات طبيعية وبشرية أدت إلى ما يشبه توقف المشروع عن النمو فترة طويلة نذكر منها العقبات الآتية: (1)
الانحدار سريع بين القاهرة والمكان الذي اتخذ للمشروع - حوالي 120 مترا من بداية طريق المقطم عند طريق صلاح سالم، وبين موقع المدينة، في مسافة لا تزيد عن 3كم - وذلك لأن المدينة اتخذ موضع لها الحافة الجنوبية لقوس المقطم في شرق القاهرة، ويشرف هذا القوس على منطقة القلعة والإمام الشافعي في صورة جروف عالية، وقد أدى ذلك إلى انحدارات عالية في بعض مناطق الطريق، مع الالتواءات والحنيات الحادة في مناطق أخرى، ومثل هذا لا يجب أن يكون في منطقة عمران دائم، فقد يصح ذلك في مناطق الجبال السياحية. (2)
Página desconocida