فهم روبرت أن الرجل الضئيل كان يعرض عليه، ضمنيا، معلومات ظن أنها ربما ستفيده.
قال روبرت: «آه، حسنا، منذ أن دخلت وسائل الترفيه إلى الريف مع السينما، فليباركها الله، وضع حد لمطاردة الساحرات.» «لا تصدق ذلك. قدم مبررا مقنعا إلى هؤلاء الريفيين الحمقى وسيطاردون الساحرات بأقصى ما أوتوا من قوة. إنهم مجموعة من المنحطين أخلاقيا بالفطرة، إذا أردت رأيي. ها قد وصل رجلك العجوز. حسنا، سأراك لاحقا.»
كانت واحدة من المزايا الرئيسية في روبرت أنه كان يبدي اهتماما صادقا بالناس ومشكلاتهم؛ لهذا أنصت إلى القصة غير المترابطة للسيد وينيارد العجوز بلطف حاز به على امتنان الرجل العجوز - ونتيجة لهذا اللطف أضاف العجوز، رغم عدم علم روبرت بذلك، مائة جنيه إلى المبلغ المخصص أمام اسمه في وصية المزارع العجوز - لكن بمجرد انتهاء مهمتهما اتجه مباشرة إلى هاتف الفندق.
كان هناك أناس كثيرون في انتظار الحديث عبر هاتف الفندق؛ لهذا قرر أن يستخدم هاتف المرأب في سين لين. من المفترض أن المكتب قد أغلق الآن وعلى أي حال هو يقع على مسافة بعيدة. فتواردت أفكاره وهو يعبر الطريق بخطوات مسرعة أنه إذا اتصل من هاتف المرأب، فسيجد سيارته بالقرب منه إذا طلبت - إذا طلبتا منه الحضور والاستفاضة في مناقشة القضية، وهو أمر محتمل للغاية، بل من المؤكد أنهما ستطلبان ذلك - أجل، بالطبع سترغبان في مناقشة ما بوسعهما فعله لدحض رواية الفتاة، سواء أكانت القضية ستحال للمحكمة أم لا - وقد شعر بالارتياح للغاية؛ بسبب الأخبار التي أتى بها هالم لدرجة أنه لم يكن قد فكر في ...
قال بيل برو، وهو يسحب جسده الكبير عبر باب المكتب الضيق، وقد كان وجهه الدائري الهادئ مرحبا وخاليا من التعبير: «مساء الخير يا سيد بلير.» ثم أردف قائلا: «أتريد سيارتك؟» «لا، أريد استخدام هاتفك أولا، إن أمكن لي.» «بالتأكيد، تفضل.»
ستانلي، الذي كان أسفل سيارة، أخرج وجهه المشاكس وسأل: «هل حصلت على أي معلومات؟» «ولا معلومة واحدة، يا ستان. لم أراهن في سباق الخيل منذ شهور.» «لقد خسرت جنيهين على حصان يقوم بأعمال المزرعة يدعى برايت بروميس. هذا نتيجة أن تضع جل ثقتك في الخيل. في المرة التالية التي تحصل فيها على معلومات ...» «في المرة التالية التي سأراهن فيها سأخبرك. لكن سيظل الرهان على الخيل.»
قال ستانلي، وهو يختفي تحت السيارة مرة أخرى: «ما دام ليس حصان مزرعة ...»، واتجه روبرت إلى المكتب الصغير المضيء ثم أمسك بسماعة الهاتف.
كانت ماريون من أجابت الهاتف، وبدا صوتها مرحبا ومسرورا. «لا يمكنك أن تتخيل مدى الارتياح الذي بعثته رسالتك فينا. كنت أنا وأمي نجمع نسالة الحبال طيلة الأسبوع الماضي. هل لا يزال المساجين يجمعون تلك النسالة، على أي حال؟» «لا أظن. إنهم يخضعون لشيء أكثر إيجابية في الوقت الحالي، حسبما أفهم.» «علاج مهني.» «تقريبا.» «لا أعتقد أن أي أعمال حياكة إجبارية قد تقوم شخصيتي.» «على الأرجح سيجدون لك شيئا أكثر ملاءمة. فإنه يتنافى مع الفكر الحديث أن تجبر سجينا على فعل أي شيء لا يرغب هو فيه.» «تلك هي المرة الأولى التي أسمعك فيها تتحدث بسخرية لاذعة.» «هل كنت لاذعا؟» «كمادة أنجوستورا خالصة.»
حسنا، لقد تطرقت إلى موضوع الشرب؛ ربما ستقترح الآن أن يحضر لتناول بعضا من نبيذ الشيري قبل العشاء. «يا لوسامة ابن أخيك، بالمناسبة!» «ابن أخي؟» «الشخص الذي أحضر الرسالة.»
قال روبرت بنبرة فاترة: «إنه ليس ابن أخي.» لم تبدو العمومة أنها تضيف على العمر عمرا؟ ومن ثم أضاف: «هو ابن ابن عمي. لكن يسرني أنه حاز على إعجابك.» هذا لن يفي بالغرض؛ كان عليه أن يتولى هو زمام الأمور. «أود مقابلتك بعض الوقت حتى نناقش ما بوسعنا فعله لتسوية الأمور. حتى نجعل الوضع أكثر أمانا ...» ثم انتظر الرد. «أجل، بكل تأكيد. ربما بإمكاننا أن نجري زيارة إلى مكتبك في صباح يوم ما عند ذهابنا للتسوق؟ ما طبيعة الشيء الذي بإمكاننا أن نفعله، في رأيك؟» «نوع من التحريات السرية، ربما. لا يمكنني مناقشة الأمر على الهاتف.» «أجل، بالطبع لا يمكنك. هل من المناسب أن نأتي يوم الجمعة صباحا؟ هذا يوم التسوق الأسبوعي بالنسبة لنا. أم أن يوم الجمعة يوم حافل بالنسبة إليك؟»
Página desconocida