ابتسم روبرت إليها بسماحة. إذ إن لها طابعا نسائيا واضحا في نهاية الأمر.
أضافت: «أرى أنك لا تأخذ الأمر بجدية لأنه يتصادف أنه لا يتوافق مع منطق المحامين.» ثم تابعت: «انظر إلى أصدقائك من حولك، وتأكد.»
قبل أن يمنع نفسه تذكر جيرالد بلانت، صاحب فضيحة ميلفورد. بكل تأكيد كان لجيرالد عين زرقاء مائلة إلى الرمادي. وكذلك آرثر ووليس، النادل في مطعم ذا وايت هارت، الذي كان يدفع ثلاثة أنواع مختلفة من النفقات أسبوعيا. وكذلك ... تبا لها، ليس لها الحق أن تطلق تعميما سخيفا مثل هذا، وأن تشعر أنها على حق!
قالت ماريون: «من الرائع أن نخمن ما فعلته بالفعل أثناء ذلك الشهر.» ثم تابعت قائلة: «تنتابني سعادة غامرة أن شخصا ما قد أوسعها ضربا. على الأقل شخص في هذا العالم قدرها حق قدرها. أتمنى أن أقابله يوما ما، حتى أصافحه.» «تصافحينه؟» «مع تلك العينين من المؤكد أنه «رجل».»
قال روبرت، متأهبا للانصراف: «حسنا، أشك كثيرا إن كان لدى جرانت دعوى يريد عرضها على المحكمة. ستصبح كلمة الفتاة أمام كلمتكما، من دون أي داعم آخر للطرفين. ستؤخذ إفادتها ضدك؛ فهي مفصلة للغاية، ومستندة إلى أدلة ظرفية. وضدها قد يكون عدم احتمال حدوث ما ورد في صلب إفادتها. لا أظن أنه قد يأمل في الحصول على حكم من المحكمة.» «لكن الاتهام موجود، سواء عرض القضية على المحكمة أم لا. ولا تقتصر المسألة على بقائها في ملفات سكوتلاند يارد. عاجلا أم آجلا، اتهام كهذا سينتشر حوله اللغط. ولن يريحنا أن يظل الاتهام دون كشف الحقيقة.» «ستكشف الحقيقة، إن كان علي أن أفعل أي شيء بشأنها. لكن أعتقد أن علينا الانتظار يوما أو يومين لنرى ما تنوي سكوتلاند يارد فعله في هذا الشأن. لديهم إمكانيات للوصول إلى الحقيقة أفضل كثيرا مما هو محتمل أن يكون لدينا على الإطلاق.» «أن يقال هذا من محام، فتلك إشادة مؤثرة عن نزاهة الشرطة.» «صدقيني، ربما كان الحق فضيلة، لكن سكوتلاند يارد اكتشفت منذ أمد طويل أنه أصل من أصول مهنتها. فلن يجديهم نفعا أن يرضوا بأي شيء أدنى من ذلك.»
قالت، وهي ترافقه إلى الباب: «إذا رفع القضية إلى المحكمة، وحصل على حكم ، فماذا قد يعني ذلك لنا؟» «لست واثقا إن كان السجن عامين أم سبعة أعوام مع الأشغال الشاقة. أخبرتك أني شخص لا يعول عليه في الإجراءات الجنائية. لكني سأبحث في الأمر.»
قالت: «أجل، افعل هذا من فضلك.» ثم أضافت: «فهناك فرق شاسع بينهما.»
توصل في قرارة نفسه إلى إعجابه بنبرة السخرية التي اعتادت عليها. لا سيما أمام تهمة جنائية.
قالت: «إلى اللقاء.» ثم تابعت قائلة: «لطف منك أنك جئت إلى هنا. لقد هونت الأمر علي كثيرا.»
وروبرت، الذي تذكر إلى أي مدى كاد أن يلقي بها نحو بن كارلي، خجل من نفسه وهو يخطو خطواته نحو البوابة.
Página desconocida