462

بالإنسان، فإن تأويله ضده.

وأما الوديعة: فمن رأى أنه أودع رجلا صرة فإنه يودعه سره. والمودع غالب والمودع مغلوب. كما أن الدافع إلى رجل شيئا غالب، والمدفوع إليه مغلوب، لأن له عليه يدا بالمطالبة والدعوى.

وأما الوثوب؛ فمن رأى أنه وثب إلى رجل، فإنه يغلبه ويعجزه. والوثوب، قوة البدن. وإذا وثب قوي، لأن قوة الإنسان بقدميه.

فإن رأى أنه وثب من الأرض حتى بلغ دوين السماء، سافر حتى بلغ إلى مكة أو إلى مكان بعيد.

فإن رأى أنه وثب من مكان إلى مكان، فإنه يتحول من حال إلى حال، إلى أرفع مما هو فيه؛ ويصيب خيرا ويكون فوق ما بين الحالين من الفضل كفرق ما بين الموضعين من غير تأخير، وهو بين أمرين محبوبين، لا يطلب قلبه نزل واحد منهما، وهو يركن مرة إلى هذا ومرة إلى هذاك. فإن استقام على موضع واحد، فإنه يتحول إلى تلك الحال؛ والله أعلم.

فإن رأى أنه وثب من الأرض وارتفع حتى صار بين السماء والأرض، فهو موته ورفع جنازته(4 .

وأما الوحدة؛ فمن رأى أنه وحيد ليس عنده أحد، فإنه يخذل ويفتقر . فإن رأى ملك أنه ليس له نديم ولا وزير ولا حاجب ولا حشم، وكان يدعوهم ويناديهم فلا يجيبه أحد، فإنه يذهب ملكه وسلطانه.

وأما الوزن للمال بين المتبايعين: فغرامة.

Página 466