363

يحبس. فإن خالفها نجا من غم عظيم، ووصل إلى مال مشرف على الهلكة ؛ لأن آدم عليه السلام عمل برأي حواء فأخرج من الجنة.

وإذا رأى سلطان أنه قاتل ملكا فصرعه، فالمغلوب هو الغالب. فإن قاتل أسدا فصرعه، فإنه يغلب ملكا غشوما قتولا.

فإن رأى أنه ركب فرسا وعليه أسلحة وجنة واقية له، فإنه ينال ولاية.

فإن رأى أنه يسير في طريقه، فاستقبله عامي فساره في أذنه، فإنه يموت فجأة؛ لأن شداد بن عاد لما توجه نحو الجنة التى بناها فى الدنيا، استقبله ملك الموت في زي رجل عامي، وساره في أذنه وقبض روحه.

فإن رأى ملك أن خادما يسقيه ويطعمه من غير أن يعاين مائدة، فإنه ينال ملكا لا يكون له فيه نظير، من غير عدو ولا منازع؛ لأن الخدم هم بمنزلة الملائكة قد انقطعت عنهم الشهوة.

فإن أطعمه غلام، فإن أعداءه يمنعون منه ويخضعون له ولا يرى منهم سوءا . فإن أطعمته جارية فإن ملكه مع سرور وتنعم إن كان الطعام دسما، ويكون ذلك مع غنى وطول عمر. فإن كان حامضا من خل ودسما، فإن ملكه مع طول عمر وغنى وعلل كثيرة يرجع فيها إلى الله عز وجل، فإنما تكون تلك العلة صفراء. فإن كانت حموضته من بصل أو من الألبان، فإن تلك العلة من وجع الأعضاء؛ فإن مرة، فإنها مصيبة تناله من حبيب.

فإن رأى أنه أطعمه غلام لقمة، فإنه يناله من عدوه نائبة، فإن بلعها فإنه ينجو من كيد عدو. فإن غص [53/ ب] لقمة، فإنه يناله من عدوه نائبة فإن بلعها، فإنه ينجو من كيد عدو. فإن عض باللقمة المرة، فإنه يموت.

فإن رأى ذلك رئيس أو تاجر أو عالم، فإنهم ينالون رياسة وتجارة لا يخالفهم فيها أحد؛ وكذلك الحامض والمر بعده، على ما فسرت الإمام

Página 367