خليفة}(1) الآية.
فإن رأى أنه صار خليفة أو إماما، فإنه ينال عزا وشرفا، أو ينال الخلافة أو الإمامة مثلا بمثل(2 إن كان أهلا لذلك، ولكن لا يرثه أحد من أولاده إن كانوا ظالمين، لقوله تعالى : (إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي [52/ ب] قال لا ينال عهدي الظالمين)(3).
قال : فإن رأى أنه تحول خليفة فلا خير فيه، إلا أن يكون لذلك أهلا. فإن لم يكن أهلا، فإنه يصيبه ذل، ويتفرق أمره حتى يعلوه من كان حوله وخدمه، ويشمت أعداؤه به، ويدبر أمره، ويصاب بمصائب.
فإن رأى قتل الخليفة، فإنه يطلب أمرا عظيما ويظفر به.
ومن رأى أنه تحول رجلا من الملوك والسلاطين، نال جدة في الدنيا مع فساد دين.
وقالت النصارى : من رأى كأنه تحول ملكا وهو ليس بأهل لذلك، فإن صاحب الرؤيا يموت شريفا، وإن كان محتملا لذلك فإنه ينال رياسة ودولة وسلطانا وقوة.
وقال أرطاميدورس: إن رأى الانسان في منامه كأنه قد صار ملكا، فإنه إن كان مريضا دلت الرؤيا على موته، وذلك أن من مات لم يكن للناس عليه سلظان، كما أن الملك لا سلطان عليه. فإن كان صحيح البدن، دلت الرؤيا على هلاك قراباته كلهم وفرقته لهم؛ وذلك أن الملك لا يشاركه غيره في ملكه.
Página 362